الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأربعاء 18 ديسمبر 2013 - 15 صفر 1435هـ

حول فتوى: "مستقبل الدعوة السلفية حال عودة دولة الإخوان!"

السؤال:

أنا لا أستبعد ما ذكر في فتوى: "مستقبل الدعوة السلفية حال عودة دولة الإخوان!" من فشل الانقلاب وعودة دولة الإخوان مرة أخرى، وأنا أحب الدعوة السلفية ومنهجها فهي الإسلام الصافي، وكنت أتمنى عدم دخولها السياسة أو -على الأقل- عدم دخول رموزها ومشايخها الكبار، مثل فضيلتكم حتى لا تفقد شعبيتها، وتصور معي يا شيخ لو استطاع الشباب والمتظاهرون التخلص من الانقلاب والانقلابيين -ولا تقولن هذا درب من الخيال؛ فما كنا نتخيل حتى مجرد التخيل الإطاحة بمبارك وأعوانه!- فماذا سيكون موقف الدعوة وخصوصًا فضيلتك؟! هل سنقول إنها ثورة وقد نجانا الله من الانقلابيين ونبارك التخلص منهم؟ أم سنقف بجوار الانقلابيين ونقول لا يجوز قتلهم وفعل ذلك معهم؟!

في الحالتين الموقف صعب، وقد تفقد الدعوة مصداقيتها في الشارع، اللهم احفظ الدعوة السلفية ومشايخها "وأستحلفك بالله ألا تغضب مني ولا من سؤالي، فأنا أحبك في الله، وأغار عليك جدًّا، وحينما يسبك أحد أدافع عنك".

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فدع عنك ما سيكون عليه موقف الدعوة عند حصول حساباتك الوهمية؛ لأن الله حافظها وحافظ أهلها؛ لأنها التي تمثل مع غيرها مِن المسلمين مِن أهل السنة والجماعة الدِّين الحق، لكنها تتميز بالدعوة، والتعاون على البر والتقوى.

ودخول المجال السياسي من خلال تأسيس أبنائها لحزب "النور" كان لدعوة طبقات المجتمع وفئات لم يكن بالحسبان أن يصل إليهم صوت الدعوة.

وأما الشعبية فقد زادت -بفضل الله- إلا عند المخدوعين من أمثالك لطيب قلوبهم وتصديقهم الكذابين والمخادعين، وإن كان لا يسعهم ذلك بعد البيان، ولا يجوز لهم أن يسمعوا بأذن واحدة، ولا أن ينظروا بعين واحدة.

وأما الإطاحة بـ"مبارك" ونجاح الثورة؛ فلأجل عامل هام أعظم أهمية من المتظاهرين هو أن الجيش ساندها ومنع استئصالها.

أما اليوم فأصحاب نهج استمرار المظاهرات حتى سقوط البلد بالانهيار الاقتصادي أو انقسام القوات المسلحة وضياع آخر جيش عربي مسلم في المنطقة أو حلم التدخل الأجنبي ليأتوا للحكم على ظهور الدبابات وقصف الطائرات الأمريكية والأوروبية - لا يحسنون شيئًا عن الشرع وموازناته، ولا عن الواقع وحقائقه -هداهم الله-.

إما إن حدث ما يحلمون به؛ فلن تسمع لي عندها صوتًا ولا للدعوة التي سعوا ويسعون إلى إزالتها من الوجود "لا قدَّر الله ذلك برحمته وفضله".