الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأربعاء 25 ديسمبر 2013 - 22 صفر 1435هـ

لماذا يرفض المجتمع دولة الإخوان؟!

السؤال:

لقد رأيتُ من "الدعوة السلفية"، ومن ذراعها السياسي "حزب النور" في الفترة الماضية ومنذ بداية تأسيسه من الخيرات والبركات ما جعلني أؤمل فيه الخير الكثير، وكان أفضل توصيف للحزب في نفسي هو أنه مثل المنقِّب عن اللؤلؤ والمرجان (الخير) في كومة من القش، فمثلاً أخرج الخير من قلوب كثير من العوام كانوا يخافون الملتحين والآن يقدرونهم ويحبونهم، وأخرج الخير من قلوب جبهة الإنقاذ حتى على الأقل أصبحوا يحترمون أو يذكرون السلفيين بالخير، إضافة إلى أنه استطاع كسب الأزهر الشريف حتى أصبح يقف بجانب مطالبه في الخمسين، كما استطاع تحييد الكثيرين الذين على الأقل إن لم يحبوا النور إلا أنهم عرفوا قدره ومكانته.

ومن خلال هذا الاقتباس من كلام فضيلتك: "أما إن حدث ما يحلمون به؛ فلن تسمع لي عندها صوتًا ولا للدعوة التي سعوا ويسعون إلى إزالتها من الوجود، لا قدَّر الله ذلك برحمته وفضله"، أريد أن أعرف لماذا أصبحت مجتمعنا لا يتمنى عودة دولة الإخوان وحكمهم؟ وكيف وصلت بلادنا ووصلنا جميعًا إلى مرحلة نتمنى فيها ألا يعود فيها حكم الإخوان حتى لا يحاولوا القضاء على الدعوة وما حققته من هذه المكاسب، وأيضًا كيف يمكن أن يتمنى الإخوان خراب البلد بل وأن يسعوا في تحقيق ذلك فقط لكي يتمكنوا من العودة للحكم ولو على أنقاض مصر؟! وجزاك الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فهذه مأساة مؤلمة سببها ما كان مِن خلل في المنهج "مستتر بعضه، ومعلن بعضه"، أظهرت الأحداث حقائقه لمَن أراد أن يدركها، وإذا أضفتَ إلى ذلك ما كان يخططه الشيعة من غزو للبلاد؛ تصورت صورة مخيفة مذهلة! نسأل الله العافية.

وأنا أرجو أن يتأمل المخالفون من الشيوخ والإخوة والأخوات الحال الذي كان مِن الممكن أن يكون عليه الإخوة الملتحون والأخوات المنقبات في المجتمع، ومع مؤسسات الدولة في حالة ما إذا استكانت "الدعوة السلفية" للخطاب الإجرامي بالتكفير والعنف، أو حتى سكتت عنه خوف الهجوم الشرس كما يفعل البعض - بعد الأحداث الأخيرة من القتل والتفجير والتخريب!

ومَن الذي كان سيدفع ثمن كل هذه المنكرات؟!

هل كان أحد غيرهم؟!