الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الإثنين 16 يونيو 2025 - 20 ذو الحجة 1446هـ

نصائح وضوابط إصلاحية (48)

كتبه/ سامح بسيوني

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

التكاملية على مستوى اللجان الفنية والإدارات التنفيذية العاملة:

شمولية التأثير في الكيانات الإصلاحية تتطلب تنوعًا للإدارات والتخصصات -كما ذكرنا وأوضحنا سابقًا في محور الشمولية السابق-؛ إلا أنه من الضروري في ذلك أن يدرك العاملون في الكيانات الإصلاحية أن أكبر التحديات في هذا الأمر؛ هو: انفرادية توجهات الإدارات والملفات، أو عدم التكاملية بين الأهداف والمسارات، أو عدم الاستفادة المتبادلة من المخرجات.

وهذا يتطلب من جميع الإدارات والملفات أن تدرك أنها جزءٌ من كلٍّ، وهذه الأجزاء تحتاج أن تتكامل فيما بينها لضمان سلامة إنتاجية الكل، كما هو حال التروس داخل الماكينة الواحدة؛ يجب أن تدور معًا في تداخل وتكاملية حتى تدور الماكينة ككلٍّ بصورة مثمرة، فالماكينة تدور بدوران التروس معًا مهما تفاوتت أحجام التروس، ومع انفصال ترس واحد عن منظومة التروس أو عند انفراده بالدوران بدون تداخله مع التروس الأخرى؛ فإن هذا قد يتسبب في توقف الماكينة، أو سوء الإنتاجية المطلوبة.

لذلك يجب الانتباه لتحقيق ذلك التكامل إلى:

1- التزام جميع الملفات والإدارات داخل الكيان في خططها التنفيذية بالأهداف الإستراتيجية الموضوعة من الكيان الإصلاحي.

2- التنسيق المتبادل بين الملفات المتخصصة، والإدارات المختلفة عبر عقد اجتماعات تنسيقية دورية تهدف إلى ضبط المساحات التداخلية، والاستفادة المتبادلة من المنتجات والمخرجات التخصصية لكل ملف.

3- التزام كل ملف فني تخصصي أو إدارة تنفيذية بالوصف الوظيفي الموضوع له من إدارة الكيان الإصلاحي، وعدم تجاوزه لمساحات أو وظائف أخرى تخصصية تخص ملفًا أو إدارة أخرى إلا بعد الاعتماد الإداري الواضح.

4- الحرص على الدعم الفني المتبادل من الملفات لبعضها البعض، مع رسم مسارات التأهيل المختلفة، والتسليم المتوالي، والتوظيف المتوازي للكوادر المختلفة داخل المساحات الجغرافية وبين الملفات المتنوعة.

التكاملية على مستوى الأنشطة:

الكيانات الإصلاحية المحققة للشمولية تتنوع فيها الأنشطة المختلفة عبر الملفات الفنية وعبر الإدارات المتنوعة في المساحات المختلفة، وتتعدد فيها البرامج التنفيذية في مسارات متعددة، ولتعظيم الفائدة من هذه الأنشطة لا بد من الحرص على تهديفها بطريقة تعظم النتائج المرجوة وتحقق التكاملية المستهدفة؛ لأن عدم وضوح الأهداف عند تنفيذ الأعمال المختلفة يؤدي إلى ضياع الفرص والمجهودات؛ فكما يقال: "إذا كنتَ لا تعرف إلى أين تذهب؛ فكل الطرق تؤدي إلى هناك!"؛ لذلك لا بد في الكيانات الإصلاحية ذات الملفات المتنوعة، والإدارات التنفيذية المختلفة من الحرص على تفعيل مبدأ: "تهديف الأنشطة" في كلِّ الأنشطة الانتشارية المتاح تنفيذها داخل المجتمع -كما سيتم بيانه فيما يأتي-:

تهديف الأنشطة:

لا شك أن الاهتمام بالأنشطة داخل الكيانات الإصلاحية من الأهمية بمكان لتحقيق الانتشار والتأثير الإصلاحي المطلوب، ولكن هذا لا يمكن أن يتحقق بدون وضوح الأهداف عند مؤدي النشاط، فليست العبرة بتأدية النشاط، إنما العبرة بما يثمر عنه هذا النشاط من تأثير نافع للأفراد وللمجتمع.

لذلك فلا بد لنا أن ندرك أن المهمة المنوطة بالمصلحين الصادقين ليست معنية بتأدية الأنشطة من باب ملء الفراغ، أو من باب الإشغال أو سد الخانات، بل هي معنية بالأنشطة من باب التأثير الإيجابي، بنقل التوجيهات الربانية والنبوية من السطور إلى الصدور، ومنها إلى العقول؛ لضبط الأفهام على ما يرضي الله، وبما يحقق استقامة الحياة عبر تحسين الأخلاق، والعمل على غرس القِيَم والسلوكيات الإيجابية في أفراد المجتمع.

وللحديث بقية -إن شاء الله-.