الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأربعاء 12 أبريل 2023 - 21 رمضان 1444هـ

الأسباب المعينة على الصبر على البلاء

كتبه/ إبراهيم بركات

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فمِن الأسباب المعينة على الصبر على البلاء:

 (1) شهود الجزاء والثواب المترتب على البلاء.

(2) شهود تكفير البلاء للسيئات ومحوه لها.

(3) شهود القدر السابق الجاري به. 

(4) شهود حق الله عليك في تلك البلوي من الصبر والرضا. 

(5) شهود ترتب البلاء على العبد بذنبه ومعصيته، "فما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع بلاء إلا بتوبه" (ذكره ابن عسكر في تاريخ دمشق من كلام ابن عباس بأسانيد واهية، وابن القيم في الداء والدواء عن علي)

(6) العلم بارتضاء الله له واختياره له، وقسمه له، والعبودية تقتضي رضاه بما يرضى به ربه، فإن لم يكن؛ فلينزل إلى مقام الصبر، وإلا نزل إلى مقام الظلم والتسخط، ورد الحق. 

(7) اليقين بأن تلك المصيبة دواء نافع ساقه الله إليه، فالله هو العليم بمصلحته؛ فليصبر على تجرعه. 

(8) أن يعلم عاقبة هذا البلاء من الشفاء والعافية والصحة، ما لا تحصل بدونه.

(9) العلم بأن المصيبة ما جاءت لتهلكه وتقتله، وإنما جاءت لتمتحن صبره وتبتليه، ويتبين حينئذٍ: هل يصلح لاستخدامه وجعله من أوليائه وحزبه أم لا؟ 

(10) العلم بأن الله يربي عبده على السراء والضراء، والنعمة والبلاء، فيستخرج عبوديته في جميع الأحوال؛ فهذه الأسباب ونحوها تثمر الصبر على البلاء؛ فإن قويت أثمرت الرضا والشكر، فنسأل الله أن يسترنا بعافيته، ولا يفضحنا بابتلائه بمنه وكرمه. 

فإن اجتاز العبد الاختبار وعاين مذاق العبودية، وعاش عمره يستشعر طعم الطاعة للملك البر الرحيم، فإنه يدرك أنه ليس له من الأمر شيء، بل هو مملوك -غير آبق- لسيده؛ لإدراكه شؤم المعصية والمخالفة، فيكون راضيًا بأقدار مولاه وخالقه؛ ليقينه أنه لا يريد له إلا الخير، وإن كان صعب المنال وشاقًّا على النفس والهوى، ناظرًا إلى موعود مالكه بجنة عرضها السماوات والأرض، فيبذل كل شيء لنيل كل خير على مرِّ الأيام والليالي حتى يسعد بلقاء الملك الحق في دار الحق مع أهل الحق رضوان الله عليهم عند مليك متقدر. 

فهيا -أخا الإسلام- قم وإلى الله -عز وجل- عجِّل، وإلى موعود الله استبق وتقدَّم، (‌وَإِذَا ‌رَأَيْتَ ‌ثَمَّ ‌رَأَيْتَ ‌نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا) (الإنسان: 20).

والجزاء من جنس العمل (‌فَلَا ‌تَعْلَمُ ‌نَفْسٌ ‌مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (السجدة: 17)، فأخفى الله جزاءهم؛ لأنهم أخفوا أعمالهم (‌تَتَجَافَى ‌جُنُوبُهُمْ ‌عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) (السجدة: 16).

والجزاء في الجنان قرة عين لهم؛ لأن أعمالهم وطاعاتهم لربهم كانت قرة عين لهم في الدنيا أيضًا، وكما أن النفس أخفت كثيرًا من العصيان والله يعلمه؛ فلتجتهد في كثيرٍ من الطاعات والله يحفظها.

الآن عرفت نفسك أم لا؟! 

وهل حددت هدفك أم لا؟!

فكن مسلمًا خاضعًا لله عابدًا.