الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأربعاء 22 فبراير 2023 - 2 شعبان 1444هـ

من هدايات القرآن (2)

كتبه/ إسلام صبري

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فقد قال الله -تعالى-: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) (الإسراء:?)، أي: يهدي لأقوم الطرق، وأوضح السبل، وذلك هو دين الإسلام، وما يتضمنه من عقائد صافية زكيّة، وأحكام وشرائع حكيمة مَرضيَّة، وأخلاق فاضلة نقيّة.

فالقرآن يهدي لأعلى وأصوب العقائد؛ يهدي لتوحيد الله -عز وجل-، والإيمان بأسمائه الحسنى والتعبد لله، (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) (الأعراف:18?)، ووصفه بصفات الكمال والجلال على الوجه الذي يليق به -سبحانه وتعالى-؛ قال الله -عز وجل-: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الشورى :??)، وقال -تعالى-: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ . اللَّهُ الصَّمَدُ . لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ . وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ(الإخلاص).

وكذلك يهدي القرآن إلى صرف العبادة لله -عز وجل- دون مَن سواه، وإخلاص الدعاء، والصلاة، والزكاة والصيام، والرهبة والرغبة، والخوف والمحبة، والتوكل والإنابة، والخضوع والخشوع، وغيرها من عبادات القلب والجوارح لله -عز وجل-؛ قال الله -تعالى-: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأعراف :???).  

وكذلك يهدي القرآن لأقوم العقائد في أنبياء الله ورسله، وأنهم بشر معصومون مأمورون بتبليغ ما أمروا بتبليغه من وحي الله ورسالاته، ويهدي لأقوم العقائد في كتب الله -عز وجل-، وتضمنها لشرائعه وأحكامه، ويهدي لأقوم العقائد في ملائكة الله -عز وجل-، وفي القضاء والقدر، واليوم الآخر والجنة والنار، (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) (البقرة: ???).

وكذلك إذا استطردنا في أبواب الأحكام والشرائع، وأبواب الأخلاق والفضائل؛ وجدنا أفضل الهدايات في القرآن، وأصوبها وأعدلها وأحكمها.

فالقرآن يهدي لأعدل وأعلى وأصوب العقائد والأعمال والأخلاق، فمَن اهتدى بما يدعو إليه القرآن كان أكمل الناس، وأقومهم، وأهداهم في جميع أموره.

نسأل الله أن نكون منهم. آمين.