حول قوله -تعالى-: (قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ... )
السؤال:
1- قال بعضهم في قوله -تعالى-: (قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ) (الأعراف:138)، أن هذا القول من بني إسرائيل كفر أكبر، لكنهم لم يكفروا؛ لأنهم عُذِروا بالجهل والآية دليل على العذر بالجهل؟ والسؤال: هل هناك من أهل العلم من قال بذلك؟ وهل يجهل أحدٌ أن قول: (اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا) ليست شركًا أكبر؟ أليس هذا القول صريحًا في الشرك؟
2- قال الله -تعالى-: (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا) (الأعراف:137)، فمتى صبر بنو إسرائيل وهم قد أساءوا الأدب مع نبيهم، وقالوا: (أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا) (الأعراف:129)؛ بالإضافة إلى أنهم معروفون بعدم الطاعة والصبر في القرآن، فمتى وقع منهم هذا الصبر؟
3- لماذا هذا الصبر على اليهود في القرآن وبعثهم مِن بعد موتهم، وهم اتخذوا العجل وطلبوا أن يروا الله جهرة، وأرادوا إلهًا آخر؟!
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
1- فكلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كشف الشبهات نص في عدم كفر مَن قال: (اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ) (رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني)، فقال: "وفيه: أن المسلم، بل العالم قد يقع في أشياء من الشرك والكفر وهو لا يدري، فإذا نُبِّه وتاب مِن ساعته لم يكفر"، والظاهر من السياق أنهم تابوا عندما نهاهم موسى -عليه السلام-.
2- الصبر درجات، لكنهم ظلوا مؤمنين وسط كفار مِن أطغى الكفار عقودًا من الزمان، ولا يلزم مِن إساءة الأدب نفي أصل الصبر عنهم.
3- حال اليهود أفضل مِن الفراعنة، والله قد اصطفاهم على عالمي زمانهم؛ فلا تعجب.