الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الثلاثاء 24 يونيو 2025 - 28 ذو الحجة 1446هـ

نصائح وضوابط إصلاحية (49)

كتبه/ سامح بسيوني

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فقد تحدثنا في المقال السابق عن تهديف الأنشطة، وفي هذا المقال نتحدث عن تعريف الأنشطة وأنواعها:

أولًا: تعريف الأنشطة وأنواعها:

أ‌- الأنشطة:

هي تلك المهام أو الخدمات أو الفاعليات التي تُقدَّم عبر إدارات أو ملفات الكيان الإصلاحي للمستفيدين، والتي يتم تنفيذها وَفْقًا للبرامج التنفيذية المقررة أو المستهدفة.

ب‌- أنواع الأنشطة:

1- نشاط وهمي: وهو نشاط لا يطبق على الواقع، وإنما يتم وضعه في جداول المتابعة والتنفيذ من أجل خداع المتابعين للأعمال، أو للاستفادة الشخصية من بعض ما تحدده الإدارة العليا من دعم لهذا النشاط، وهذا يعد من الكذب والفساد والانحراف الذي يغضب الله -عز وجل-، ويتسبب في سخطه -سبحانه وتعالى-، ويؤدي إلى زيادة الفساد في المجتمع، لا إلى الإصلاح.

وهذا النوع لا يصلح ولا يتصور وجوده في منظومة عمل الكيانات الإصلاحية الحقيقة.

2- نشاط إشغالي: وهو نشاط يطبق على الواقع بعشوائية، وبدون ترتيب وضبط لمسارات التنفيذ، وقد يندفع البعض إليه لمجرد عمل حالة من الإشغال، أو خوفًا من العتاب أو تتميمًا للمهام في تقارير المتابعات؛ حتى لا يتعرض للوم أو الاتهام بالتقصير.

وهذا النوع من الأنشطة يؤدي غالبًا إلى عملية تضليل لإدارة الكيان الإصلاحي في تقييم الأوضاع، وإلى إحباط للأفراد، ومِن ثَمَّ يحدث بعد ذلك الانقطاع التام.

3- نشاط مهدف: وهو ذلك النشاط الذي يسعى للنجاح الحقيقي الملموس عبر تحقيق الأهداف الواضحة الموضوعة من خلال إعداد خطة تشغيلية مدروسة تشتمل على قراءة حقيقية للواقع الذي يتم فيه النشاط مع إدراك للإمكانات، وتحديد للوسائل المتاحة، ووضوح للتكليفات، في تكاملية منشودة بين الإدارات والملفات العاملة في الأداء.

ثانيًا: فوائد تهديف الأنشطة:

لا بد أن ندرك أن تحديد الأهداف المراد تحقيقها من كل نشاط أمر مهم له فوائد متعددة؛ منها:

1- تعظيم الأجر والثواب؛ كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّات) (متفق عليه).

2- تحقيق التكاملية المنشودة داخل الكيان الإصلاحي عبر التنسيق وحسن التوظيف.

3- عدم تضييع الأوقات في غير فائدة، مع ضبط السلوك الخاص للأفراد أثناء الأداء للأعمال، فالهدف هو المسار الموجِّه لسلوك الفرد.

4- بثُّ روح الإصرار والمثُابرة اللازمة لتحقيق النجاح المحفِّز للاستمرار في الأنشطة وتنميتها، وقد وصف الله -عز وجل- مثل هذه الروح، وهذا الوضع في كتابه في بيان حال موسى -عليه السلام- عند توجهه للقاء الخضر -عليه السلام- في قوله -تبارك وتعالى-: (لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا) (الكهف: 60).

5- اكتشاف الكفاءات والطاقات، وتنمية المهارات والقدرات للأفراد.

6- الاستفادة من النشاط في زيادة الانتشار الأفقي، والتأثير الإيجابي في البيئة المحيطة.

7- تقوية الانتماء والدعم للعمل الإصلاحي الجماعي المؤسسي.

8- المساهمة الحقيقية في حلِّ المشكلات الاجتماعية والسلوكية، وتعزيز القِيَم الاجتماعية الهادفة (كالتعاون، وخدمة الغير، والحرص على النفع المتعدي)؛ لذلك يجب عند التنفيذ لأي نشاط داخل الكيان الإصلاحي أن تكون الأهداف المطلوبة واضحة حتى يتم التفكير بطريقة مثمرة في تحديد الإجراءات اللازم تنفيذها في هذا النشاط لتحقيق تلك الأهداف الموضوعة لخدمة المسار الإصلاحي.

وللحديث بقية -إن شاء الله-.