الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الثلاثاء 20 مارس 2012 - 27 ربيع الثاني 1433هـ

التعزية في بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية "شنودة الثالث"

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله بركاته، كان لفضيلتكم فتوى حول تعزية الكفار في موتاهم، وأنه ليس من الموالاة في شيء، ولكن لي بعض الاستفسارات عن الفتوى:

- هل هذا عام في جميع النصارى أم أنه فيمَن كان -مثلاً- جارًا لي ولا يؤذيني؟ وهل ذلك ينطبق على شنودة، ذلك الرجل الذي حارب الدين، وأسر المسلمات وأذاهن وردهن عن دينهن، وحرض على الفتنة؟!

- أليس مِن المفترض أن نفرح ونعلن الأفراح بأن الله أخذ أحد الظالمين الطغاة "شنودة"، كما فرحنا لما أذل الله مبارك؟! أم هل يتساوى شنودة مع غيره ممن لم يؤذوا المسلمين؟! هل هذا الرجل تجوز فيه التعزية؟ هل كان للمسلمين أن يعزوا المشركين في أبي جهل؟! وهل يجوز للحزب أن يفعل ذلك، أن يعزي في خاطف كاميليا ووفاء، بدلاً من أن يفرح بموته؟! أما كان للحزب أن يصمت أفضل مِن أن يرسل التعازي؟

أفادكم الله وزاد في علمكم، أزيلوا ما عندي من التباس في فهم الأمور.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

- فلا يوجد نص يمنع مِن التعزية في جميع الكفار، وإن كان الذي يستحق ذلك كافر معاهَد توجد مصلحة في معاملته بالبر والقسط؛ لإظهار سماحة الإسلام، والرد على محاولات تشويه صورة الإسلاميين، وتهييج العامة، بل والعالم ضدهم.

والعبرة في ذلك بالمصلحة في المعاملة مع الحي بغض النظر عن الميت.

- وأما المحارِب غير المعاهَد؛ فأيضًا لا يوجد نص يمنع من التعزية؛ فيبقى الأمر على الإباحة، ومبنى الأمر على المصلحة.

ولا بد أن نفرِّق بين مَن يعلن العداوة كأبي جهل، وأتباعه يعلنونها ويعلنون الحرب، وبين مَن يجامل المسلمين ويُظهر المسالمة، وأتباعه كذلك.

ولا بد مِن النظر في المصالح والمفاسد في المعاملة مع قوم لا بد من معاملتهم في وطن واحد، وفي ظروف الكل يعلمها.