الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأربعاء 14 ديسمبر 2011 - 19 محرم 1433هـ

حول تصريحات المتحدث الرسمي باسم "حزب النور" عن الجزية

السؤال:

في مداخلة للأستاذ "نادر بكار" مع الأنبا يوحنا على "قناة الحياة 2" ذكر أن الكلام عن الجزية غير معقول الآن في عصر التكنولوجيا وتقدُّم العلوم والدول! فأرجو من فضيلتكم توضيح ما قصده الأستاذ "نادر" في هذه التصريحات. وما حكمها؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فهذا الكلام الذي ذكره الأخ "نادر" -غفر الله له- كلام باطل منكر، فالجزية في كتاب الله -تعالى-، قال الله -عز وجل-: (قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) (التوبة:29)، وهي أحد صور التعامل مع الكفار، تعامَل بها النبي -صلى الله عليه وسلم- مع "نصارى نجران"، و"مجوس هجر"، وغيرهم..

وهناك صور أخرى للتعامل مع الكفار، منها: ما عاهد النبي -صلى الله عليه وسلم- يهود المدينة عهدًا مطلقًا من غير جزية، ومنها: ما عاهد عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- قريشًا في الحديبية عهدًا مؤقتًا من غير جزية.

وهذه الصور من المعاملة -على الراجح- غير منسوخة، بل هي منسأة يعمل المسلمون بما يرونه الأصلح لحالهم ومجتمعهم، وغير ذلك من الاعتبارات.

والذي نراه مناسبًا وصالحًا لحالنا ومجتمعنا هو صورة التعامل بين النبي -صلى الله عليه وسلم- ويهود المدينة عهدًا مطلقًا من غير جزية.

ومَن أنكر الجزية أو احتقرها؛ فقد أنكر حكمًا منصوصًا عليه في الكتاب والسنة والإجماع، وسيراجع الأخ "نادر" في ذلك، ونحن ننصح له، وليس غريبًا أن يخطئ المرء ولو في أمور عظيمة أو يجهلها أو يتأولها، وإنما العيب في الإصرار على الخطأ، ونحسب "الأخ نادر" -حفظه الله- رجاعًا إلى الحق.