الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الثلاثاء 17 مايو 2011 - 14 جمادى الثانية 1432هـ

هل يصح تعريف النبي بأنه من يأتي مقررًا لشرع من قبله؟

السؤال:

إذا كان النبي هو الذي يأتي بشرع من قـَبْلَه ويؤمر بتبليغه؛ فما هو الشرع الذي أمر به آدم -عليه السلام- وهو نبي؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

تعريف النبي أنه الذي يأمر بشرع من قبله ليس بصحيح، ولكن النبي هو من أنبأه الله بخبره أو أمره عن طريق الوحي فالنبوة مشتقة من النبأ، والنبي هو من يأتيه نبأ السماء، فإذا أمره الوحي بإبلاغ قومه رسالة من الله فهو نبي رسول وإلا فهو نبي فقط فكل رسول نبي وليس كل نبي رسول، ولذلك فمقام الرسالة أعلى من مقام النبوة، وقد يترادفا أحيانا ولكن الأصل أن لكل منهما معنى غير الآخر لا سيما إذا جاءا في سياق واحد.

فمن أوحى الله إليه ولم يأمره برسالة خاصة إلى قومه فهو نبي فقط ومن أوحى الله إليه وأمره بتبليغ قومه رسالة خاصة فهو رسول، فالنبي يأمر قومه وينهاهم اتباعا لشريعة رسول قبله لا بأمر خاص من الله، أما إن أمره الله أمرا خاصا بدعوة قومه فهو رسول، وليس من شرط الرسول أن يأمر بشرع جديد، بل قد تكون رسالته أن يذكر قومه بالتمسك بشريعة رسول قبله- كما هو حال رسل بني إسرائيل بعد موسى عيه السلام إلى أن جاء عيسى عليه السلام بشرع يخالف بعض شرائع موسى عليه السلام - أو أن تكون رسالته هي دعوتهم إلى التوحيد و نهيهم عن الشرك دون تعرض لمسائل الشريعة كحال موسى مع فرعون وقومه أما رسالته إلى بني إسرائيل فقد تضمنت العقيدة والشريعة معا.