الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأربعاء 16 سبتمبر 2009 - 26 رمضان 1430هـ

أفكار عناصر مقترحة لخطبة عيد الفطر1430هـ

كتبه/ ياسر برهامي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فرمضان شهر البناء للشخصية المسلمة المتميزة؛ قد وضعنا الأساس فلنستكمل البناء. والشخصية المسلمة حجر الزاوية ونقطة الانطلاق للإصلاح المنشود للأمة.

الصراط المستقيم الذي نسأل الله الهداية إليه كل يوم 17 مرة على الأقل هو الذي يحقق بناء هذه الشخصية.

هذا الصراط هو:

- علم ومنهج وفهم تصور"الهدى"

- عبادة ومعاملة وموازين للمواقف "دين الحق"

- أعمال وصفات للقلب والخلق والسلوك "الإحسان"

هذه الثلاثة كلها مبنية على النور الذي أنزله الله على رسوله -صلى الله عليه وسلم- (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ) (إبراهيم: من الآية1)

أولا: العلم والمنهج والفهم والتصور هو الهدى المفارقة للضلال الذي هو سبيل الضالين وعلى رأسهم النصارى، وهو تحقيق قضايا الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر بتفاصيلها المذكورة في الكتاب والسنة:-

قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ) (الذريات:56)، (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً) (النساء:48)

وحذر القرآن من مظاهر الشرك المنتشرة في العالم وهدمها و منها:

- شرك الغلو في الصالحين: (وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (يونس107:106)، (أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً) (الإسراء:57)

- شرك التحاكم إلى غير شرع الله (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (التوبة:31)، (وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) (الأنعام: من الآية121)، (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ) (الشورى: من الآية21)

- شرك الحب والولاء لأعداء الله (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) (الممتحنة:4)، (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ) (الزخرف:26)، (إِلا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ) (الزخرف:27)

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض فيه).

- مناصرة أعداء على المسلمين موالاة لهم : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ) (المائدة: من الآية51).

- اتخاذ أنداد المحبة والتعظيم (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّه) (البقرة: من الآية165)، (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ) (الجاثـية: من الآية23)

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، تَعِسَ عَبْدُ الدِّرْهَمِ، تَعِسَ عَبْدُ الْخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ مُنِعَ سَخِطَ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وَإِذَا شِيكَ فَلا انْتَقَشَ)

 ثانيا: العبادة والمعاملة هو دين الحق وهو الإرادة والعمل بما يحبه ويرضاه، وهو الإسلام الذي يخالف سبيل المغضوب عليهم من اليهود ومن شابههم، وهذا الإسلام بأركانه الخمسة التي ذكرها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتتم ذلك بالمعاملات التي شرعها الله في كل وجوه الحياة للفرد والأمة في البيع والشراء والإجارة ونظام المال والاقتصاد والزواج والطلاق والنظام الاجتماعي وكل أنظمة الحياة من سياسة وحرب وسلم وولاء وعداء وقضاء وفصل خصومات ومواريث وحدود وحقوق في سائر مناحي الحياة (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) (الأنعام163:162).

- وجوب إقامة الصلوات الخمس، وأهمية صلاة الجماعة ووجوبها على الرجال، والمحافظة على أوقاتها.

- أهمية الزكاة ووجوب حسابها، وإخراجها في موعدها، ومصارفها، زكاة عروض التجارة.

- طلب الحلال وتجنب الحرام في الأعمال والإجارات والبيوع.

ثالثا: أحوال القلب والسلوك والخلق وهو الإحسان وهو التزكية أن نعبد الله كأنك تراه بالإخلاص والمراقبة والحب -التركيز على أثر القرآن في تحصيل حب الله وما ذاقه المصلون والصائمون والقائمون والذاكرون في رمضان من حب الله والخوف منه ورجاء لقائه وثوابه- وهذه مفاتيح النصر (وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ) (إبراهيم:14)

عبادات القلب أساس الإيمان والإحسان:

الحب (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ) (البقرة:165)

الخوف (وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) (البقرة: من الآية40) (فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران: من الآية175)

الرجاء (أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (البقرة: من الآية218)

التوكل (وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (المائدة: من الآية23)

الشكر (وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ) (البقرة: من الآية152)

الصبر (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (آل عمران:200)

الرضا (ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا)

المراقبة ......

وهذه الأحوال القلبية أصل الأخلاق السوية المستمدة من الصدق والوفاء والبر والصلة والرحمة بالخلق والعفة وغض البصر وحفظ الفرج

التذكيربـ:

- وجوب بر الوالدين وصلة الأرحام والإحسان إلى الجيران.

- وجوب الحجاب وغض البصر، النهي عن الاختلاط المحرم، حجاب الموضة المتبرج.

- الاهتمام بتربية الأولاد والبنات والزوجات.

- حسن الخلق والصدق، والأمانة، وعدم الغش والخيانة.

- التعاون على البر والتقوى، والنهي عن التعاون على الإثم والعدوان.

- التحذير من الأغاني والموسيقى، والصور العارية في السينما، والقنوات الفضائية والتلفزيون.

- التحذير من الربا والقمار، والمخدرات،  والرشوة، والغش، وسرقة أموال المسلمين العامة والخاصة.

-الدعوة إلى الله ووجوب العمل من أجل الإسلام.

- التذكير بأهمية السعي لقضاء حوائج الناس على اختلافها بين الحوائج المادية والاجتماعية وغيرها (إذا أراد الله بعبد خيراً استعمله على قضاء حوائج الناس).

أين شخصياتنا من هذه الشخصية المسلمة التي تحقق الإيمان والإسلام والإحسان؟!

وتبتعد عن تزيين الشيطان وإغوائه (لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ)؟!

يوم أن تتحقق هذه الشخصية سوف يغير الله ما بنا فلنبدأ فقد فتح الباب ووضع الأساس.

-الدعاء للمجاهدين والدعاة والمستضعفين من المسلمين في كل مكان.في فلسطين، والعراق، والشيشان، وأفغانستان، وفي كل مكان.