الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الخميس 23 مايو 2024 - 15 ذو القعدة 1445هـ

حقيقة تكوين

كتبه/ عبد الرحمن شريف الهواري

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

ففي أكتوبر تشرين من العام 2018، دعا الكاتب التنويري والباحث الأردني يونس قنديل مؤسس وأمين عام ورئيس مجلس الأمناء لمؤسسة "مؤمنون بلا حدود" بالأردن -والتي مقرها الرئيسي بالمغرب ولها فروع في عدة دول- إلى مؤتمر فكري تحت عنوان: "حقيقة الله"، وكانت محاور النقاش في المؤتمر مليئة بالإساءة للذات الإلهية، مثل: "ولادة الله في التاريخ الشعبي"، وغيرها من البذاءات -تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا-.

كما تضمنت خطة المؤتمر ورقة بحثية يعرضها المؤتمر للباحث الأردني "معاذ بني عامر" تحت عنوان "تاريخ الله إسلاميًّا: النسختان العالمية والشعبية"، ومعاذ بني عامر هو أحد كتاب "مؤسسة تكوين" الحاليين طبقًا للموقع الرسمي للمؤسسة.

وقبل انعقاد المؤتمر تعالت الأصوات المحبة لله والغيورة على الدين مطالبة الحكومة الأردنية بمنع هذا المؤتمر المجرم، وقبيل موعد المؤتمر بساعات قليلة، استجابت الحكومة الأردنية للضغوط الشعبية والنيابية التي أتت من عامة الناس ومن بعض نواب البرلمان، وسحبت الترخيص الممنوح للمؤتمر، ليخرج فورًا يونس قنديل بتصريحات تهكمية تحمل كعادتها تهكما على بعض شعائر الإسلام في ثناياها للجزيرة قائلًا: "إن المحرضين على المؤتمر "مارسوا أسلوب الترهيب والتحريض بدلًا من الحوار تحت مظلة "كلمة سواء"، وأضاف: "خطابكم التكفيري، وسلوككم الإقصائي، يخرجان منكرًا ونكيرًا من عالم القبور، ليتقمصا دورهما في محاكمة الناس ومعاقبتهم".

وبعدها بأيام قليلة تضج القنوات ووسائل التواصل والمواقع الإخبارية بخبر اختفاء يونس قنديل لتعثر عليه الشرطة الأردنية يوم التاسع من نوفمبر وهو في حالة مزرية ومصاب بعدة جروح وحروق، وقد كتب على ظهره بالسكين "إسلام بلا حدود"، وعلى الفور أدلى يونس بتصريحات من المستشفى اتهم فيها من أسماهم "التكفيريين" بهذا الفعل العنيف، مؤكدًا: أن ما تعرض له ما هو إلا امتداد كرة الثلج التي بدأت بمنع المؤتمر.

وعلى الفور تولت النيابة والشرطة التحقيقات وتدخل الملك الأردني شخصيًّا للحفاظ على حرية التعبير، وسارع الجميع بمن فيهم الإسلاميون لإدانة العنف ونبذ التكفير.

وبعد أيام أصدرت النيابة العامة ومديرية الأمن العام بيانًا أكدا فيه: أن هذه الواقعة مفبركة وتم تدبيرها بمعرفة يونس قنديل وابن شقيقته، وقد اعترفا أنهما قاما باختلاق الحادثة للتأثير على الرأي العام، فتم إحالتهما الى القضاء بتهمة الكذب وتكدير السلم العام للمجتمع.

سارعت مؤسسة "مؤمنون بلا حدود" لتبييض ماء وجهها بوصف ما فعله يونس بالفعل الفردي وفصلته من رئاسة مجلس الأمناء للمؤسسة حفاظًا على صورتها أمام الرأي العام، لكن الحادث أدى إلى اضمحلال صورة المؤسسة أمام كثير من المخدوعين فيها.

وفي خضم الأوضاع الساخنة التي يعيشها العالم العربي والإسلامي طالعتنا بعض النخب التنويرية بمؤتمر تدشين مؤسسة "تكوين الوعي العربي"، وأعلن عن مؤسسيها دون الخوض في أي تفاصيل، وأغلبهم من الوجوه الإعلامية التي ربما لا تحمل في جعبتها الكثير من ثقل الأكاديمية والدراسات العميقة، فقط بعض الوجوه التي يمكنها أن تحدث فرقعة إعلامية بدون أي ثقل معرفي ولا أكاديمي حقيقي من أمثال: إبراهيم عيسى، وإسلام البحيري، لكن بمزيد من التعمق تجد أن مكامن السم في هذا الكيان لا تكمن في هؤلاء، بل في ثلة من الكتاب والشباب المحملين بعدد من رسائل الماجستير والدكتوراة، والتي لا يعرفها الشارع العربي والإسلامي وليس لها بريق إعلامي، لكن لا بأس، فالواجهة موجودة وميزتها أنها يمكن التخلص منها متى ما أصبحت عبئا كما حدث مع يونس قنديل في "مؤمنون بلا حدود".

بمجهود بسيط من البحث يمكنك أن تستخرج أسماء الكتاب المعتمدين لدى مؤسسة "تكوين الوعي العربي" من الموقع الرسمي للمؤسسة، ولمزيد من البحث حول هوية هؤلاء الكتاب والباحثين تجد أن عددهم ثمانية وعشرون باحثًا وكاتبًا، ثمانية عشر باحثًا منهم هم أعضاء سابقون في مؤسسة "مؤمنون بلا حدود" سواء عضوية كتابة ونشر فقط أو عضوية كتابة وعضوية إدارية.

والجدول التالي يوضح بيانات الكتاب طبقًا لموقع مؤسسة تكوين، كما يوضح المؤسسات الأخرى التي تعاونوا معها طبقًا للموقع الرسمي لتلك المؤسسات ومنشوراتهم عليها.

ويبقى السؤال: هل ما يجري هو إعادة ترميم لمؤسسة مؤمنون بلا حدود؟

ما مؤسسة مؤمنون بلا حدود؟ ومن يقف ورائها؟ ولماذا العمل على إعادة إحيائها وتبييض سوءاتها؟ ولماذا في مصر؟ ولماذا الآن؟

كل هذه أسئلة، وإن كان يمكن الإجابة عليها بشكل متسرع بناء على الأيديولوجية وما ظهر لنا من قشور، إلا أن المزيد من البحث والتدقيق فيما لا يكثر ظهوره في الإعلام وفي السير الذاتية للباحثين والشراكات التي تقوم بها مثل هذه المؤسسات وربط الخيوط ببعضها سيصل بنا إلى نتائج غاية في الخطورة والأهمية، وهو ما لا بد من العمل عليه وبيانه للناس.

الكاتب

الجنسية

المؤسسات المتعاونة مع الكاتب قبل "تكوين"

ملاحظات

حسن عبود

لبنانية

مؤمنون بلا حدود

 

ألفت يوسف

تونسية

مؤمنون بلا حدود

 

كرم الحلو

لبناني

  

يوسف هريمة

مغربي

مؤمنون بلا حدود

 

جوزيف الشرقاوي

لبناني

  

عبد اللطيف فتح الدين

مغربي

مؤمنون بلا حدود

 

هاجر خنفير

تونسية

مؤمنون بلا حدود

 

وجيه قانصو

لبناني

دار المعارف الحكمية (شيعة) 

 

صابر مولاي أحمد

مغربي

مؤمنون بلا حدود

 

زينب التوجاني

تونسية

مؤمنون بلا حدود

 

فارح مسرحي

جزائري

  

عبد الباسط هيكل

مصري

مؤمنون بلا حدود

مهم: أستاذ لغة عربية بجامعة الأزهر

معاذ بني عامر

أردني

مؤمنون بلا حدود

 

محمد زكَاري

مغربي

مؤمنون بلا حدود

 

ابتسام براج

مغربية

مؤمنون بلا حدود

 

محمد حسين الرفاعي

عراقي

مؤمنون بلا حدود

مركز دراسات فلسفة الدين - بغداد

كارول الخوري

لبنانية

  

فراس السواح

سوري

  

وليد خوري

لبناني

  

خالد محمد عبده

مصري

  

عبد الجواد ياسين

مصري

مؤمنون بلا حدود

 

سامح اسماعيل

مصري

مؤمنون بلا حدود

 

هناء السعيد

مصرية

  

نبيل فازيو

مغربي

مؤمنون بلا حدود

 

محمد النوي

تونسي

مؤمنون بلا حدود

 

كريم الصياد

مصري

مؤمنون بلا حدود

 

حاتم صادق

مصري

  

كريم شفيق

مصري

مؤمنون بلا حدود