الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فتستنكِر "الدعوة السلفية بمصر" هذا الفَصْل الجديد من مسرحية العدوان السويدي الحاقد على الإسلام، وعلى كتابه: "القرآن العظيم".
ويبدو أن الحكومة السويدية قد وَجَدَت في ملحدٍ عراقي بغيتها، حينما تَقَدَّم لها يطلب السماح له بحرق المصحف؛ فأعطوه الإذن، وقامت الشرطة السويدية بتأمينه حتى فرغ من جريمته!
وكأنهم أرادوا أن يقولوا: إن الجريمة في هذه المرة قد تمت على يد رجل عربي، وليس أوربيًّا، وأنه رجلٌ ملحدٌ يعادي كلَّ الملل التي تعتقد بوجود خالق للكون، وليس معاديًا للإسلام وحده!
ونحن نعلم: أن الملاحدةَ في مشارق الأرض ومغاربها، وإن زعموا أنهم يحاربون كلَّ الملل التي تعترف بوجود خالق؛ إلا أنهم يوجِّهون جلَّ كيدهم -إن لم يكن كُلُّه- للإسلام؛ لما يقرره مِن إثبات أن الله هو الرب الخالق الرازق المدبِّر، وأيضًا يقرر أن الله وحده -عز وجل- هو المستحق للعبادة، وأن هذا الدِّين لو خلي بينه وبين الناس؛ فلن يقف به الحال عند استئصال الإلحاد، بل سيقتلع العالمانية ليحل محلها العبودية الشاملة لله -تبارك وتعالى-، (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) (الأنعام: 162-163).
وكون مرتكب الجريمة في هذه المرة ملحدًا، أو كونه عربيًّا؛ فكل هذا لا يعفي الحكومة السويدية من كونها شريكة في هذه الجريمة "ومع سبق الإصرار والتَّرَصُّد".
وإذا صَحَّ ادِّعاء الحكومة السويدية أنها تمنح الإذن بمثل هذه الجرائم مضطرة؛ لأن القانونَ يلزمها بهذا؛ فكيف بذات القانون يجرِّمون أن يتناول أحدٌ الرواية اليهودية للهولوكوست بأي درجةٍ مِن النقد؟!
إذًا هذا هو قانونهم، وهم أدرى به؛ فليغلقوا ثغراته، وليحكموا بيانه، أو ليعترفوا أنهم داعمون ومؤيِّدون، أو -في الواقع- فاعلون لهذا الإجرام.
و"الدعوة السلفية" تضم صوتها إلى صوت الأزهر في الدعوة إلى مقاطعة المنتجات السويدية؛ لا سيما وأن معظمها مما له بدائل، أو لا يترتَّب على ترك شرائها ضررٌ للمسلمين، كما ترحب "الدعوة السلفية" ببيان "الخارجية المصرية"، وغيره من البيانات الصادرة عن كثيرٍ مِن الدول الإسلامية.
وتجدد "الدعوة السلفية" مطالبها لكلِّ الدول الإسلامية باستفراغ كلِّ وسعها في الضغط على السويد بكلِّ الوسائل الممكنة، وبما يتناسب مع تكرار الإجرام السويدي عِدَّة مرات.
نسأل الله أن يعزنا بالإسلام، وأن يعز الإسلام بنا، وأن يردَّ كيدَ الكائدين إلى نحورهم؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
الدعوة السلفية بمصر
السبت 4 محرم 1445هـ
22 يوليو 2023م