الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأحد 15 مايو 2022 - 14 شوال 1443هـ

حفظ النعمة

كتبه/ سامح بسيوني

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فقد امتن الله تعالى على هذه الأمة بكمال الشريعة الإسلامية وحُسنها، وقد بيَّنها رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله، وعلَّمها لأصحابه كاملة، وقد شمل ذلك كل مناحي الحياة من عبادات ذاتية ومعاملات حياتية لازمة بين البشر حيث أمرنا الله عز وجل بالالتزام التام بذلك، فقال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين"، وفي هذا تمام النعمة من الله سبحانه وتعالى على خلقه حيث أكمل لهم الدين ورضي لهم الإسلام دينًا كما أنزل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم في آخر حياته: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا".

ومن نعمة الله على هذه الأمة: أنه ضبط لهم العلاقة بين قطبي الرحى في هذه الحياة: الرجل والمرأة، والتي أقامت الشريعةُ فيها ميزانَ العدل بينهما كما يظهر ذلك في "أحكام الأسرة" في "الشريعة الإسلامية" والتي تحفظ استقرار المجتمعات الإسلامية حتى في أوقات الضعف التي تصيبها، ولذلك فالحرب الآن من أعداء الأمة على تقويض ذلك البنيان الأسري القوي؛ مما يوجب علينا الحذر مِن مكائدهم التي يروِّجونها عندنا بدعاوى زائفة، مثل: "حرية المرأة وحقوقها"، أو: "المساواة بمفهومها المطلق الهادم لأسس العدل التي جاء بها الإسلام".

لذلك فالواجب علينا أن نحفظ نعمة الله علينا بالالتزام بشريعته الكاملة الشاملة، وجميعنا مسئول عن ذلك؛ المرأة والرجل، الصغير والكبير، رجال الدين ورجال القضاء، ورجال الإعلام ورجال الدولة، فالكل عبيد لله تعالى، عليه الالتزام بشريعة الإسلام الجامعة، والتي هي انفع لنا في مجتمعاتنا -بل وللعالم أجمع- من أفكار مستوردة من غيرنا، فالله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الخلق، وهو أعلم بما يصلحهم؛ "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير".