كتبه/ سامح بسيوني
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
لقد رفع الإسلام مكانة المرأة، وأكرمها بما لم يكرمها به دين سواه؛ فالنساء في الإسلام شقائق الرجال، وللمرأة في الإسلام الكثير من الحقوق التي تحفظها، وترفع قدرها بين الأنام.
فهي الأم: التي جُعل لها من حسن الصحبة ثلاثة أضعاف الأب.
وهي الابنة: التي هي قرة العين، ولها حق الرعاية، وإحسان التربية ما كانت في كنف الأب.
وهي الزوجة: التي جُعلت الخيرية عند الله في إكرامها.
وهي الأخت: التي جُعل الإحسان إليها ووصلها سببًا لدخول الجنة.
وهي الخالة: التي جعلها الإسلام بمنزلة الأم.
وهي التي جُعل أجر الساعي على شؤونها إن كانت أرملة كقائم الليل وصائم النهار.
وهي التي إن كانت من غير محارم الرجل، ووجدت معه في مكان؛ وجب أن تُكرَم وتُحُفظ بكف الأذى وغض البصر عنها بأمر من الله عز وجل للرجال؛ فالمرأة في الإسلام لا تحتاج إلى تشريعات نسوية أو لدعوات تبحث عن إكرامها، فهي مكرمة في الإسلام في كل وقت وحين، وعلى أي حال كانت عليه؛ طبقًا لما شرعه الله الذي هو خالقها، والذي هو أعلم بما يصلحها.
فمِن رحمة الله جلَّ وعلا بها مثلا: أنْ شَرَع لها ترْكَ الصلاة حال حيضها ونفاسها؛ مراعاة لحالها، ولم يأمرها بقضائها لمشقة ذلك عليها، فأسقط عنها الصلاة أداء وقضاء، بل لم يُحمِّلها الله عز وجل فوق طاقتها؛ فجعل شهادتها على النصف من شهادة الرجل لما قد يحصل لها مِن عدم الضبط للشهادة، وفي هذا رحمة بها ومراعاة لطبيعتها وحالها، وهذا مما قيل في نقصان عقلها ودينها، والذي يحاول اتباع النسوية أن يشغبوا به -بجهلهم أو بمكرهم وحقدهم- على إكرام الإسلام للمرأة، مع أن هذا الأمر حجة عليهم لا لهم -كما بينا-.
فأي تكريم أعظم من تكريم الإسلام للمرأة يا دعاة النسوية؟!