الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الخميس 20 مايو 2021 - 8 شوال 1442هـ

القدس ينزف من حال المسلمين!

كتبه/ محمود دراز

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فهناك صراخ ونحيب، وويلات عبر المواقع الإلكترونية تجاه ما يحدث في فلسطين والقدس، مِن أبناء القردة والخنازير، وهذا الأمر يُسعِد الصهاينة؛ لأنهم عَلِموا أن هذا هو ما في جعبة المسلمين تجاههم، ولا سيما في هذا الزمان!

والحقيقة مُرَّة المذاق؛ لأن اليهود قد عَلِموا عن المسلمين كل شيء، ودرسوا حال المسلمين حتى لا يأتي الفارس صلاح الدين مرة أخرى ويحرر فلسطين، وتعلو كلمة التوحيد مرة أخرى، ففي كتاب: "النوادر السلطانية" الذي ألَّفه القاضي "بهاء الدين بن شداد" -الذي كان مستشارًا لصلاح الدين، وقاضيًا للعسكر- يذكر كيف أحيا صلاح الدين الجهاد والتضحية في نفوس المسلمين من أطفال، وشباب وشيوخ، ونساء؛ كل حسب مقدرته حتى التي تصنع الخبز للمجاهدين، فبصنيعها مأجورة من ربها، والجهاد يكون تجاه غير المسلمين من الكفار حتى يتبين للقارئ الجهاد وصفته؛ لا أن يكون تجاه المسلمين كما يفعل الخوارج والتكفيريون؛ فهذا ليس جهادًا، بل ضلالًا مبينًا.

فاليهود علموا حالنا جيدًا، علموا التفرقة الواقعة بين المسلمين في شتى بقاع الأرض، وعلموا كثرة فِرَق الأمة الإسلامية التي أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن أمته تفترق عليها إلى ثلاث سبعين فرقة؛ كلها في النار إلا مَن كانت على ما ما كان عليه هو وأصحابه -صلى الله عليه وسلم-.

واليهود عملوا على ألا يعود عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- مرة أخرى؛ فهو الذي قد فتح بيت المقدس بعد أن عقد صلحًا مع أهل القدس، وأعطاهم الأمان، ما عدا اليهود، وتوجه بجيشه من الجابية لدخول القدس، فلما اقترب منها، ورآها من بعيد صعد على جبل، وكبَّر، فكبر المسلمون، وسُمي هذا الجبل بجبل المكبر، ودخل عمر القدس ليلًا، وحينما دخل بحث عن كعب الأحبار (الذي كان يهوديًّا ثم أسلم) وسأله عن مكان الصخرة (أي: المسجد الأقصى) -وكان أمير القدس قد حاول أن يضللـه عن مكانه- فقال: يا أمير المؤمنين اذرع من وادي جهنم كذا وكذا ذراعًا فهي ثَمَّ (أي: هناك)، فذرعوا فوجدوها وقد اتخذها النصارى مزبلة كما فعلت اليهود بمكان القمامة، وهو المكان الذي صُلب فيه المصلوب الذي شُبِّه بعيسى -عليه الصلاة والسلام-، فاعتقدت النصارى واليهود أنه المسيح، وقد كذبوا في اعتقادهم.

إن اليهود لا يفعلون الأفاعيل بالمسلمين عن جهلٍ بحالنا، لا، والحل في التوحيد، الحل في لا إله إلا الله والعمل بها، ونبذ الشرك وأهله، ورجوع الناس إلى ربهم، وإعطاء الحقوق إلى أصحابها، فيكون النصر للمسلممين، وهذا الأمر واقع لا محالة؛ فقد جرى به القلم.