الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الجمعة 28 ديسمبر 2007 - 18 ذو الحجة 1428هـ

الاحتفال بأعياد غير المسلمين وتهنئتهم بها

السؤال:

ما حكم الاحتفال بأعياد غير المسلمين كعيد الميلاد وعيد القيامة؟ وهل يجوز تبادل التهاني بمناسبتها بين المسلمين وبعضهم أو بين المسلمين وغيرهم من غير المسلمين علمًا بأنهم يهنئوننا بأعيادنا الإسلامية؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد قال الله -تعالى-: (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا . لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا . تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا . أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا) (مريم: 88-91)، وقال -عز وجل-: (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ) (الفرقان:72)، قال مجاهد وابن سيرين وغيرهما: "هي أعياد المشركين"، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من تشبه بقوم فهو منهم) (رواه أبو داود، وصححه الألباني).

وقال ابن القيم -رحمه الله- عن التهنئة والمشاركة في أعياد الكفار: "هو حرام بالاتفاق"، وقال: "فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب".

ولا يصح أن يُقال: إن هذا من تعظيم الأنبياء بالاحتفال بمولدهم؛ فإن ذلك من البدع، ثم ليس هذا العيد في يوم مولده؛ إذ لا دليل على ذلك، مع اختلاف أهل الكتاب فيه اختلافـًا يدل على تناقضهم وكذبهم، وعدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا منها أربعة حرم، وذلك خلاف ما يعملون به.

فعلى أي حال التهنئة بذلك والاحتفال به من البدع الضلالات، ولا يجوز تخصيص هذا اليوم بشيء، لا بعبادة كما يفعل البعض زعمًا للمخالفة، ولا بغير العبادة كما يفعله الفسقة والفجرة من اللهو المحرم وشرب الخمر واختلاط الرجال بالنساء خصوصًا عند لحظة بداية السنة، مع إطفاء الأنوار، واختلاط الحابل بالنابل، وكسر الزجاجات، وغير ذلك من الفساد والمنكر.

وأما كون الكفار يهنئون المسلمين بعيد المسلمين فلا يجوز تهنئتهم بعيدهم من أجل ذلك؛ فإن عيد المسلمين حق، وعيد هؤلاء احتفال بشتم الرب -سبحانه وتعالى-، ففي الحديث القدسي الصحيح: (قال الله -تعالى-: يشتمني ابن آدم وما ينبغي له أن يشتمني، ويكذبني وما ينبغي له، أما شتمه فقوله: إن لي ولدًا، وأما تكذيبه فقوله: ليس يعيدني كما بدأني) (رواه البخاري).

فلو أن رجلاً سب أبا رجل أو أمه، وفي موعد السب من كل عام يتبادل أناس التهنئة بذلك؛ أفلا يكون ذلك من أعظم الاستهزاء والسخرية والرضا؟ فكيف بمن يسب الله -عز وجل- ويشتمه؟ لو استحضر المسلمون ذلك لما فعلوا منه ذرة، فشتان بين من عيده توحيد الله وذكره، ومن عيده الشرك والكفر والفسوق والعصيان، والحمد لله على دين الإسلام.