كتبه/ أحمد رشوان
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد أصابتني الدهشة مما قاله الأستاذ "إبراهيم منير" في لقائه التليفزيوني عندما سألوه عن فعل يقوم به تجاه ما أصاب شباب الإخوان في مصر، فكانت إجابته: "أن جماعة الإخوان لم تجبر أحدًا على الانضمام إليها! ومَن فعل ذلك فعله مختارًا!".
فقلت في نفسي: سبحان الله! أبعد أن حشدوا الحشود وأقنعوا الناس أنها معركة بين الإيمان والكفر، وأرسلوا لهم رسائل من قطر وتركيا تأمرهم بالثبات، يقولون بعد ذلك: لم نجبرهم؟!
ولعل رد أستاذ "حمزة زوبع" -وشهد شاهد من أهلها- فيه المثل، فقد قال: "هل بعد أن تفعلوا بالشباب هذا تقولون لهم: إنا أبرياء منكم، وتقولون: لا تلومونا، ومعلوم من القرآن أقوال مَن هذه!".
المهم تذكرت كلامه وحال أشياخي في الدعوة السلفية -جزاهم الله عنا خيرًا-، وهذا ورب الكعبة قليل مِن كثير، وهذه شهادة حق ألقى بها الله -عز وجل-.
1- كثيرًا ما قال لي شيخي "الشيخ عادل نصر": اتقِ الله فيمَن أنت مسئول عنه، فالناس تسمع لما تقول، فلا تهلكهم".
2- كثيرًا ما سمعت مِن شيخي الدكتور "ياسر برهامي": كلامًا عن حفظ دين الناس، وعدم تعريضهم لبلاءٍ لا يتحملوه، وأن القائد يسير بمَن خلفه.
3- تعلمتُ مِن أشياخي أن القائد يعمل حسابًا لمَن خلفه ولا يهلكهم، وعندما تكون هناك صعوبات لابد أن يكون في أول الصفوف.
4- تعلمتُ منهم أن الدعوة الإسلامية دعوة أخلاق ودين لا مكاسب سياسية على حساب شباب أراد قادتهم أن يكونوا كما كان يقول حبيبي د."أحمد خليل": (م م م م) مشرد أو مسجون أو مقتول أو متطرف!
5- تعلمت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوة بدر "وهي معركة بين الإيمان والكفر، لا بين مسلمين في مجتمع واحد" قدَّم في أول مبارزة في الغزوة أبناء عمومته وأقرب الناس إليه حمزة بن عبدالمطلب وعلي بن أبي طالب والحارث -رضي الله عنهم-.
6- تعلمتُ منهم أنه لربما أراد أتباعي مني كلامًا يرضيهم الآن ويشعل حماستهم، لكنه فيه ضررهم، والدين أن أقول ما يرضى الله به عني، وليس أن أقول ما يطلبه المستمعون!
7- تعلمت منهم الكثير والكثير -جزاهم الله عني خيرًا-، ولا أجد ما أنهي به كلامي أفضل مِن هذا الأثر: كتبَ معاويةُ بن أبي سفيان إلى عائشةَ -رضي الله عنهم-: أنِ اكتبي لي كتابًا توصيني فيهِ ولا تُكثِري، فَكتبت: سلامٌ عليكَ، أمَّا بعدُ فإنِّي سمعتُ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- يقول: (مَنِ التَمَسَ رِضَاءَ اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ مُؤْنَةَ النَّاسِ، وَمَنِ التَمَسَ رِضَاءَ النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).
اللهم اهدِ قلوبًا عميًا وآذنًا صمًّا، واغفر لنا ذنوبنا وارحمنا، وارحم بنا.