كتبه/ أحمد حمدي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد كثرت شكوى الناس قديمًا وحديثًا مِن قِبَل الآباء والأمهات والأسر -سواء أولادهم الذكور أو أزواج بناتهم- مِن غلاء المهور وتكاليف الزواج الباهظة ونفقاته، والإشكالية الرئيسية في المظاهر الجوفاء ( الناس يقولوا علينا إيه! - هي مش أقل مِن بنت عمها!)، مع أن الكل يشتكي مِن الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة، بالطبع نحن لا نحرم ما أباحه الله، قال -تعالى-: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ) (الأعراف:32)، ولكن البعض يستدين ويقترض، وربما تسجن المرأة أو الأب في إيصالات أمانة أو يثقل كاهله بالهموم والديون أو يقترض قرضًا ربويًّا ماحيًا للبركة، محاربًا لله ورسوله ظانًّا منه أن ذلك ضرورة تبيح المحظورات.
هل مِن المعقول أن يظل في تجهيز البنات والعرائس إلى الآن ستائر بـ 20 ألف جنيه مثلًا أو سجاد بـ30 ألف جنيه أو صيني بـ 20 ألف جنيه، يوضع في النيش زينة لا يستخدم؟!
بالإضافة إلى طقم تيفال زهران 16 حلة أو طقم بيركس، كذلك البعض يشتري غسالتين وثلاجتين وديب فريزر، وشاشة الكمبيوتر، غير تشطيب الشقة بأنواعٍ مِن الطلاء والجبس والزخارف، وتأجير قاعة أفراح بعشرات الآلاف مع وجود المعاصي والمنكرات مِن الاختلاط والرقص والمزمار، والمخالفات الشرعية أو عشرات السيارات للزفاف ونقل الأثاث؛ مفاخرة ومباهاة، أو إقامة الشوادر وإنارات، ومبالغات جزافية!
الأمر فعلًا يحتاج إلى وقفةٍ حقيقيةٍ، (خَيْرُ النِّكَاحِ أَيْسَرُهُ) (رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني).
ولابد أن نساعد في نشر العفة، والحياء والنقاء والطهر في المجتمع، وتيسير الزواج على الشباب والبنات؛ لحل مشكلة العنوسة وتأخر سن الزواج للشباب والبنات، وتخفيف عبء الهموم والديون والقضايا أمام المحاكم والمحبوسين بالدين.
نسأل الله -عز وجل- أن يسدد دين المسلمين، وأن يحصِّن ويعف بناتنا وشبابنا.
إنه ولي ذلك والقادر عليه.