الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الثلاثاء 07 أغسطس 2007 - 24 رجب 1428هـ

من حكمة الله في تقدير الآلام

السؤال:

تكلم بعض الأفاضل عن القضاء والقدر وتعرض لبعض الشبهات مثل: لماذا يعذب الله الطفل الرضيع والصغير والمجنون والحيوانات العجماوات إلا أنه في ظني ولعل ذلك لقصور فهمي لكي لا أظلم هذا الداعية أن رده جاء قاصراً ركيكاً فعلقت بي هذه الشبهة وانشغلت بها فأردت من فضيلتكم بيانها وكشف غموضها.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

إن ربك عليم حكيم، وله الحمد في الأولى والآخرة، وله الحكم وإليه ترجعون. وآلام المخلوقات وراءها من الحكم والمصالح ما لا يحيط به إلا الله، وتأمل في ألم الطفل حين ولادته وبكائه الذي يترتب عليه دخول الهواء بقوة إلى رئتيه وبدء التنفس الطبيعي بدلاً من الاعتماد على دم الأم، فبهذا الصياح تعمل مراكز التنفس وانفعالاته في الجسم كله، فلله الحمد.

ولو تأملت في ألم الأم التي تلد ومع ذلك لما في ذلك من مصالح تفضل كل زوجة أن يكون لها طفل، ولو كان من خلال هذا الألم، ثم إن في الألم مصلحة التنبيه للابتعاد عن مصدر الخطر، وفي الطب يوجد في بعض الأطفال مرضى عدم الإحساس بالألم الذي يؤدي إلى هلاك هذا الطفل غالباً؛ حيث يقدم على كل المخاطر المهلكة دون إحجام بسبب غياب الألم، والله أرحم الراحمين، ويعقب الألم راحة ولذة لا يعرف طعمها ولذتها إلا من ذاق الألم قبلها.

ولابن القيم في شفاء العليل كلام جيد في هذا الباب وفيما أشرنا إليه بعض المصالح والحكمة فراجع شفاء العليل للمزيد.