الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
السبت 12 مايو 2018 - 26 شعبان 1439هـ

مرحلة حرجة!

كتبه/ أحمد حمدي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فينبغي على كل أبٍ وأمٍّ وولي أمرٍ، ومعلمٍ ومربٍ للنشء المسلم أن يَعلم خطورة مرحله المراهقة "وهي المرحلة الانتقالية بيْن الطفولة والشباب" تقريبًا مِن سنِّ الثاني الإعدادي حتى أولى ثانوي، فكثيرٌ مِن أولادنا يكونون في الكتاتيب والمساجد وحلقات الذكر، وقراءة القرآن ومدارسته وحفظه، وعند هذه المرحلة الحرجة نجد أن كثيرًا منهم ينحرف عن طريق الاستقامة في أي فتنةٍ مِن الفتن: مِن الألفاظ أو الأخلاق السيئة أو الجرأة علي الكبير أو فتنه النساء أو شرب الدخان أو المخدرات، خصوصًا مع صحبة السوء.

لذلك أنصح كل مَن انشغل بعملية تربية النشء أو الأجيال أن يكون هناك مزيدٌ مِن الاعتناء والاهتمام، والرعاية والملاصقة والمعايشة، والملاحظة للتغيرات اللحظية السريعة التي تحدث في هذه المرحلة، ومزيدٌ مِن التوجيه والحذر مِن الفتن مع ضرورة المصاحبة وإعطائه الثقة في نفسه، وحسن الإنصات والحوار، والسماع له والاحترام لرأيه؛ لأن إثبات الذات مِن سمات هذه المرحلة.

مع مزيدٍ مِن الكلام حول الأدب مع الوالدين والمُعلم والكبير في طريقه الكلام، وحسن الرد، وذلك لحدوث تغيراتٍ جسمية وفسيولوجية ونفسية متعددة في هذه المرحلة، وينبغي مراجعة المتخصصين مِن المراكز والأطباء للمشاكل النفسية والتربوية، وكيفيه التعامل معها.

ومِن سمات هذه المرحلة: "حب المغامرة"؛ فينبغي شغل وقت الشباب، وتوزيع طاقاتهم في ممارسة الرياضات النافعة للجسد، مع شغلهم بأدوارٍ عمليه في الدعوة إلى الله، وأعمال البر والخير؛ لمراعاة الجانب الحركي عندهم، مع مراعاة الجوانب العاطفية عندهم.

وفي هذه المرحلة في التربية تحتاج إلى تعلمٍ فننصح بسلسلة دكتور "محمد إسماعيل المقدم"، وكذلك الشيخ "مصطفى دياب"، وكذلك الاستفادة مِن الخبرات والتجارب والممارسات العملية للمربيين، وسلاسل تربية الأبناء، وسلسلة كيف تواجه الشهوة للشيخ "إيهاب الشريف"، والاهتمام بجانب القدوة والأسوة في قصص الأنبياء والصحابة والتابعين، وعلماء وشباب الإسلام؛ فإن التربية بالقصة أمر مهم، مع الاهتمام بقضية اليوم الآخر، وأسباب الخوف مِن الله، وتحقيق معنى المراقبة لله، واستحضار ذلك بأن الله معك يراك ومطلع عليك، والتحذير مِن ذنوب الخلوات فإنها أصل الانتكاسات، وتمحق بركة الطاعات؛ حتى لا نفقد أجيالًا تلو أجيال بسبب عدم الانتباه لخطورة هذه المرحلة.

نسأل الله أن يهدي شبابنا وأولادنا، وأن يحفظهم مِن الفتن ما ظهر منها وما بطن، فإن الدعاء والتوكل على الله لا ينافي الأخذ بأسباب الهداية والتربية.