الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الخميس 21 يونيو 2007 - 6 جمادى الثانية 1428هـ

المعتزلة

السؤال:

ذكرتم فى شرح المنة أن المعتزلة لا يكفر المعين منهم حتى تقوم عليه الحجة لوجود الشبهة. ما هى هذه الشبهة؟ وما الرد عليها؟ وما الدليل على أن اسم الله السميع يتضمن صفة السمع واسمه البصير يتضمن صفة البصر؟ حيث إنى قرأت فى أحد الكتب التى تتكلم عن المعتزلة أن الله لا سمع له ولا بصر وأنه يسمع بذاته ويبصر بذاته فما الرد على هذه الشبهة؟

 

الجواب:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

الشبهة أن إثبات الصفة من الاسم إنما هو بالاستنباط والدلالة من لغة العرب وليس بنص قاطع متواتر، وكذلك مثلاً فى قولهم بخلق القرآن الشبهة أن الله سمى عيسى كلمة الله وهو مخلوق والجواب عن الأولى أن إثبات السمع من اسم السميع هو مقتضى اللغة ومعنى الكلام ثم إنه قد ثبت النص على السمع فى الحديث الصحيح من قول عائشة رضى الله عنها (الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات) وأما الثانية فالجواب أن عيسى كان بكلمة كن وليس هو كن كما دل على ذلك قوله تعالى (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ) ( آل عمران 59) وشبهة لزوم تعدد القديم من إثبات الصفات شبهة باطلة لأن صفات الرب تقوم به والانفصال إنما هو ذهنى فقط وليس فى الخارج.