الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الخميس 25 مايو 2017 - 29 شعبان 1438هـ

لماذا لم نستثمر فرصة وجوده؟! (3)

كتبه/ رجب صابر

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فمِن الأسباب والعوائق التي تحول بيننا وبيْن استثمار شهر رمضان والاستعداد المناسب له.

6- ضعف الاستعانة بالله -عز وجل-:

قال الله -تعالى-: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة:5).

قال ابن كثير -رحمه الله-: "وقدم المفعول وهو (إِيَّاكَ)، وكرر؛ للاهتمام والحصر، أي: لا نعبد إلا إياك، ولا نتوكل إلا عليك، وهذا هو كمال الطاعة. والدين يرجع كله إلى هذين المعنيين، وهذا كما قال بعض السلف: الفاتحة سر القرآن، وسرها هذه الكلمة: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)، فالأول تبرؤ مِن الشرك. والثاني تبرؤ مِن الحول والقوة، والتفويض إلى الله -عز وجل-، وهذا المعنى في غير آية مِن القرآن، كما قال -تعالى-: (فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (هود:123)، (قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا) (الملك:29)، (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا) (المزمل:9)، وكذلك هذه الآية الكريمة: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)" (تفسير ابن كثير).

وقال السعدي -رحمه الله-: "وذكر الاستعانة بعد العبادة مع دخولها فيها؛ لاحتياج العبد في جميع عباداته إلى الاستعانة بالله -تعالى-، فإنه إن لم يعنه الله لم يحصل له ما يريده مِن فعل الأوامر واجتناب النواهي" (تيسير الكريم الرحمن).

وكما قال ابن القيم -رحمه الله- في مدارج السالكين: "فأولياؤه وخاصته يتوكلون عليه في الإيمان، ونصرة دينه، وإعلاء كلمته، وجهاد أعدائه، وفي محابه وتنفيذ أوامره".

فلا بد للعبد مِن الاستعانة بالله والتوكل عليه في تحقيق مرضاته؛ وإلا فأخبرني كيف ينشط العبد في الطاعات في رمضان وغيره وهو ضعيف في الاستعانة بالله والتوكل على الله؟!

7- ضعف مجاهدة النفس:

يقول المقدسي في "مختصر منهاج القاصدين": "اعلم: أن التاجر كما يستعين بشريكه في التجارة طلبًا للربح، ويشارطه ويحاسبه، كذلك العقل يحتاج إلى مشاركة النفس، ويوظف عليها الوظائف، ويشرط عليها الشروط، ويرشدها إلى طريق الفلاح، ثم لا يغفل عن مراقبتها، فإنه لا يأمن خيانتها وتضييعها رأس المال، ثم بعد الفراغ ينبغي أن يحاسبها ويطالبها بالوفاء بما شرط عليها، فإن هذه التجارة ربحها الفردوس الأعلى، فتدقيق الحساب في هذا مع النفس أهم مِن تدقيقه بكثير مِن أرباح الدنيا، فحتْمٌ على ذي عزم آمن بالله واليوم الآخر أن لا يغفل عن محاسبة نفسه، والتضييق عليها في حركاتها وسكناتها وخطراتها، فإن كل نفَس مِن أنفاس العمر جوهرة نفيسة لا عوض لها".

ثم قال في كلامه عن المجاهدة: "وهو أنه إذا حاسب نفسه فينبغي إذا رآها قد قارفت معصية أن يعاقبها كما سبق، فإن رآها تتوانى بحكم الكسل في شيء مِن الفضائل أو ورد مِن الأوراد، فينبغي أن يؤدبها بتثقيل الأوراد عليها، كما ورد عن ابن عمر -رضي الله عنه- أنه فاتته صلاة في جماعة، فأحيا الليل كله تلك الليلة، وإذا لم تطاوعه نفسه على الأوراد فإنه يجاهدها ويكرهها ما استطاع، ومما يستعان به عليها أن يسمعها أخبار المجتهدين وما ورد في فضلهم، ويصحب مَن يقدر عليه منهم، فيقتدي بأفعاله. قال بعضهم: كنتُ إذا اعترتني فترة في العبادة نظرت إلى وجه محمد بن واسع وإلى اجتهاده فعملتُ على ذلك أسبوعًا" (انتهى باختصار).

فالعبد يحتاج إلى مجاهدة نفسه وحملها على الطاعات حملاً، أما مَن غفل عن ذلك فإنه يضيع أوقات عمره بما في ذلك مواسم الطاعات، مثل شهر رمضان.

8- آفات الخلطة:

اعلم أن هناك سمومًا مِن سموم القلب تؤثر على حياته، ومِن أكثر هذه السموم انتشارًا وأشدها تأثيرًا: "فضول الكلام - وفضول النظر - وفضول المخالطة - وفضول الطعام - وفضول النوم".

"وفضول المخالطة هو الداء العضال الجالب لكل شر؛ ففي فضول المخالطة خسارة الدنيا والآخرة، ومما تؤثره المخالطة امتلاء القلب مِن دخان أنفاس بني آدم حتى يسوَدَّ ويوجب له تشتتًا وتفرقًا، وهَمًّا وغمًّا، وضعفًا وحملاً لما يعجز عن حمله مِن مؤنة قرناء السوء، وإضاعة مصالحه والاشتغال عنها بهم وبأمورهم، وتقسُّم فكره في أودية مطالبهم وإراداتهم، فماذا يبقى منه لله والدار الآخرة؟! وكم أنزلت خلطة الناس مِن محنة وعطلت مِن منحة، وأحلت مِن رزية، وأوقعت مِن بلية، وهل آفة الناس إلا الناس؟!

والضابط النافع في أمر الخلطة أن يخالط الناس في الخير: كالجمعة والجماعة والأعياد والحج، وتعلم العلم والجهاد والنصيحة، ويعتزلهم في الشر وفضول المباحات، فإن دعت الحاجة إلى خلطتهم في الشر ولم يتمكن مِن اعتزالهم؛ فالحذرَ الحذرَ أن يوافقهم وليصبر على أذاهم فإنهم لا بد أن يؤذوه إن لم يكن له قوة ولا ناصر، ولكنه أذى يعقبه عز ومحبة له وتعظيم وثناء عليه منهم، ومِن المؤمنين، ومِن رب العالمين، وموافقتهم يعقبها بغض له ومقت وذم منهم ومِن المؤمنين، ومِن رب العالمين، فالصبر على أذاهم خير وأحسن عاقبة وأحمد مآلاً، وإن دعت الحاجة إلى خلطتهم في فضول المباحات، فليجتهد أن يقلب ذلك المجلس طاعة لله إن أمكنه ويشجع نفسه ويقوي قلبه، ولا يلتفت إلى الوارد الشيطاني القاطع له عن ذلك بأن هذا رياء ومحبة لإظهار علمك وحالك ونحو ذلك، فيستعن بالله ويؤثر فيهم مِن الخير ما أمكنه، فإن أعجزته المقادير عن ذلك فليسلَّ قلبه مِن بينهم كسلِّ الشعرة مِن العجين، وليكن فيهم حاضرًا غائبًا، قريبًا بعيدًا، ينظر إليهم ولا يبصرهم، يسمع كلامهم ولا يعيه؛ لأنه قد أخذ قلبه مِن بينهم ورقي به إلى الملأ الأعلى يسبح حول العرش مع الأرواح العلوية الزكية، وما أصعب هذا وأشقه على النفوس، وإنه ليسير على مَن يسره الله عليه" (انتهى بتصرف مِن البحر الرائق في الزهد والرقائق).

وكم أضاعت خلطة الناس في العمل والمواصلات وفي البيوت وفي الزيارات، مواسمَ الطاعات وأوقات القربات بما في ذلك شهر رمضان.

9- الغفلة عن صحبة الصالحين:

ليس هناك أشأم على السائر إلى الله مِن البطالة وصحبة البطالين، فالصاحب ساحب، والقرين بالمقارن يقتدي، ولما أراد قاتل المائة أن يتوب حقـًّا، قيل له: (انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا، فَإِنَّ بِهَا أُنَاسًا يَعْبُدُونَ اللهَ فَاعْبُدِ اللهَ مَعَهُمْ، وَلَا تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ، فَإِنَّهَا أَرْضُ سَوْءٍ) (رواه البخاري ومسلم واللفظ له)، فلا بد لَمن أراد تحصيل المغفرة مِن شهر "رمضان" أن يترك المخْلِدين إلى الأرض، ويزامل ذوي الهمم العالية كما قال الجنيد -رحمه الله-: "سيروا مع الهمم العالية".

وقد أمر الله خير الخلق -صلى الله عليه وسلم- بصحبة المجدين في السير إلى الله وترك الغافلين، فقال -عز مِن قائل-: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) (الكهف:28)، وقال -عز وجل-: (وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيّ) (لقمان:15)، وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (التوبة:119).

فلو صحب الإنسان مَن يظنون أن قيام الساعة مِن الليل إنجاز باهر؛ فهو مغبون لن يعدو قدره، بل سيظل راضيًا عن نفسه مانًّا على ربه بتلك الدقائق التي أجهد نفسه فيها، ولكنه لو رأى الأوتاد مِن حوله تقف الساعات الطوال في تهجد وتبتل وبكاء وهم متقالُّونها؛ فأقل أحواله أن يظل حسيرًا كسيرًا على تقصيره مرددًا:

أنا العـبـد المخـلـَّف عن أناسٍ                       حوَوْا مـن كل معروف نصيـبًا

"والبحث عن ذوي الهمم والمروءات، وأصحاب السر مع الله بُغية كل مخلص في سيره إلى الله.

قال زين العابدين -رحمه الله-: "إنما يجلس الرجل إلى مَن ينفعه في دينه".

وقال الحسن البصري -رحمه الله-: "إخواننا أحب إلينا مِن أهلنا وأولادنا؛ لأن أهلنا يذكروننا بالدنيا، وإخواننا يذكروننا بالآخرة".

وقال الشاعر:

لعمرك ما مال الفتى بذخيرة                         ولكنَّ إخوان الثـقات الذخائر

وكان مِن وصايا السلف انتقاء الصحبة، قال الحسن البصري -رحمه الله-: "إن لكَ مِن خليلك نصيبًا، وإن لك نصيبًا مِن ذِكر مَن أحببت، فانتقوا الإخوان والأصحاب والمجالس".

فاجتهد أيها الأريب باحثًا عن أعوان المسير أصحاب الهمم العالية، ابحث عنهم في المساجد بالضرورة، اسأل عنهم في مجالس التقاة، مع هذه الصحبة تتعاونون على تدارك الثواني والدقائق، تحاسبون أنفسكم على الزفرات والأوقات الغاليات، لو فرط أحدكم في صلاة الجماعة وجد مَن يستحثه على عقاب نفسه كما كان يفعل ابن عمر -رضي الله عنهما-.

ترى البطالين يصلون التراويح سويعة، ثم يسهرون ويسمرون ويسمدون، وتضيع عليهم صلاة الفجر (وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) (الكهف:104).

لا، أيها الرشيد، تعالَ أخبرك بحال مَن اجتمعوا على السير إلى الله: أوقاتهم بالذكر وتلاوة القرآن معمورة، مساجدهم تهتز بضجيج البكاء مِن خشية الله، تراهم ذابلين مِن خوف الآخرة، وعند العبادة تراهم رواسي شامخات كأنهم ما خلقوا إلا للطاعة، ليس في قاموسهم: فاتتني صلاة الجماعة، دع عنك أصل الصلاة، تراهم في قيامهم وقعودهم خاشعين كأنهم على حياءٍ مِن الله، يقولون: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك.

ليلهم... وما أدراك ما ليلهم؟!

نحيب الثكالى يتوارى عند نشيجهم، صلاتهم في الظلام تُجلَّل بأنوار الكرامة، فهم في حللها يتبخترون، وببهاء مناجاتهم لربهم يتيهون، فهم في نعيم الأنس يتقلبون، وبلذيذ الخطاب يستمتعون" (انتهى بتصرف واختصار مِن القواعد الحسان في أسرار الطاعة والاستعداد لرمضان).

وإياك والاغترار بصحبة مَن التزم بالهدي الظاهر دون تحقيق الالتزام الحقيقي، فقد يكون هذا النوع عائقًا لكَ عن العبادة، فقد يكون كثير الكلام فيما لا ينبغي أو مِن المقبلين على الدنيا وملذاتها أو أخلاقه سيئة أو همته دنية، فتصحبه وتتأثر به وأنتَ تظن يا مسكين أنك بهذا تصحب الصالحين.

فابحث عمن يحملك على السير إلى الله لا مَن يقعدك، وابحث عمن تنفعك صحبته لا مَن تضرك، وفرَّ مِن المثبطين فرارك مِن الأسد، وإلا فأنتَ قد أخذت بسببٍ مِن أسباب ضياع عمرك؛ فضلاً عن مواسم الطاعات، مثل شهر رمضان.

10- تحول العبادة إلى عادة:

ليس بمستغربٍ تحوّل كثير مِن شئون الحياة إلى عاداتٍ تتكرر علينا حتى نألفها، وتصبح ممارستها ومزاولتها أمرًا تلقائيًّا لا يحرك في النفس ساكنًا ولا يثير فيها كامنًا، ولئن كان ذلك مقبولًا في شئون حياتنا الدنيوية؛ فلا شك أنه مِن غير المقبول تمامًا أن ينسحب ذلك على عباداتنا التي نتقرب بها إلى الله!

فإن مِن الآفات الخطيرة العظيمة أن تتحول العبادة إلى عادة، يؤديها الواحد منا دون أن تترك أثرًا في نفسه أو سلوكه.

وتأمل -رعاك الله- في عبادة مِن العبادات "وهي الصلاة"، ذكر الله عنها أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر, لكن عندما تحولت إلى عادةٍ مِن العادات عند الكثير منا؛ أصبحت لا تنهى عن الفحشاء ولا المنكر!

لقد صرنا نقوم بالعبادة بطريقةٍ آلية وحركات روتينية، وبدلاً مِن أن نحول عاداتنا بالنية الصالحة إلى عباداتٍ صارت عباداتنا كأنها عادات حتى في كثير مِن الأحوال في رمضان، فيتحول الصيام وكأنه عادة، ويصير القيام كأنه عادة، وتصبح تلاوة القرآن وكأنها عادة؛ لمَ لا وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ، وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ) (رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الألباني)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- في وصف الخوارج: (يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ) (متفق عليه)، أي لا يصعد لهم عمل ولا تلاوة ولا يتقبل (شرح مسلم للنووي)، على أحد الاحتمالين في معنى الحديث، وربما تصير التراويح عادة، والاعتكاف عادة، وهكذا.

ينبغي أن نقف مع أنفسنا بعض الوقفات لإخراج صيامنا مِن إلف العادة إلى روح العبادة، إننا نصوم في كل سنة، وكأن هذا الصوم صار مجرد عادة؛ فليكن همنا أن نحقق معنى الصوم الحقيقي، وأن نتحصل على ثمرة الصيام التي أشار إليها -تبارك وتعالى- في قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:183).

وليكن صومنا إيمانًا واحتسابًا حتى يغفر الله لنا ما تقدَّم مِن ذنوبنا، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) (متفق عليه).

يا أهل القرآن... إننا نقرأ القرآن في رمضان في كل عام، ونختمه عدة ختمات، فلنحرص أن تكون قراءتنا بتدبر وتأمل، وبنية تطبيق أوامر الله والعمل بها.

أيها المصلون... إننا نتنقل بيْن المساجد بحثًا عن الصوت الأجمل في كل عام، فليكن سعينا بحثًا عن الصلاة الأكمل؛ ولنبحث عن المكان الذي يعيننا على أن نحقق الخشوع في الصلاة.

أيها المعتكفون... إننا نعتكف وننسى أن مِن ثمرات الاعتكاف جَمْعَ شعث القلب والخلوة في العبادة، والانقطاع عن الخلق بعبادة الخالق، وتحري ليلة القدر، فهلا بحثنا عن اعتكاف نحقق فيه ذلك بعيدًا عن اعتكاف يكثر فيه الكلام وتملأ فيه البطون، وينشغل الناس فيه عن مقصود الاعتكاف.

أما إن أديت العبادة على هيئة العادة فقد سلكت مسلكًا واضحًا في ضياع مواسم الطاعات والقربات، وربما صار حظك التعب والنصب حتى في رمضان.

هذه جملة مِن الأسباب التي قد تؤدي إلى ضعف استثمار فرصة رمضان فضلاً عن سائر عمر الإنسان.

وأسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وصلِّ اللهم على محمدٍ، وعلى آله وصحبه وسلم.

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.