الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأحد 16 أبريل 2017 - 19 رجب 1438هـ

في ذكرى انفجار مفاعل "تشيرنوبل" الروسي (2)

كتبه/ علاء بكر

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فمع انفجار مُفاعِل تشيرنوبل في 26 أبريل 1986م، واشتعال عشرات الحرائق؛ اندفعتْ وحدة الإطفاء بالمحطة النووية إلى مكان الحادث، ولما كانت الحرائق تفوق قدرة وحدة الإطفاء تم استدعاء جنود إطفاء آخرين.

وقد فشل الجنود في صعودهم إلى أعلى المُفاعِل بسبب شدة الحرارة التي صهرت سقف المُفاعِل، والأدخنة السامّة التي تجعل التنفس صعبًا، وانعدام الرؤية بسبب السواد الذي غطى كل شيء!

ومع توافد فرق الإطفاء مِن المدن المجاورة وجهودهم المضنية؛ تم إخماد النيران باستثناء الحريق في قلب المُفاعِل الذي استمر لبضعة أسابيع.

ومع ظهور الفجر بدت الصورة المُفجِعة؛ فقد تحول كل شيء إلى أنقاض، ومات سبعة مِن رجال الإطفاء بعد تعرضهم للحرارة الشديدة، والإشعاع النووي.

إجلاء أهالي البلدة:

ساعد انفجار المُفاعِل ليلاً -والناس في بيوتهم الخراسانية- على تقليل الخسائر، وبدأ على الفور إجلاء الأهالي مِن البلدة؛ حيث كان يجري رش الشوارع بمواد مثبتة للجزيئات المُشِعّة حتى لا تعلق بالسيارات الناقلة للأهالي.

وفي مراكز الإيواء كان يتم التخلص مِن الثياب القديمة وإعطاء المهاجرين ثيابًا جديدة.

دفن المُفاعِل:

خلال أسبوعين تم إلقاء خمسة آلاف طن مِن المواد -منها الرصاص والرمال والطين- عن طريق الجو؛ لدفن الجزء المكشوف مِن قلب المفاعل.

ومع احتمال انهيار قلب المفاعل -تحت هذه الأثقال- إلى حوض مياه التبريد، وتلوث مياهه بالأشعة، وتحولها إلى بخار مشع؛ تقرر تجفيف المياه داخل الخزان، حيث قام المئات مِن عمال المناجم بحفر نفق طوله 160ياردة تحت الأرض، يؤدي إلى المُفاعِل، وأقاموا لوحًا خراسانيًا مساحته ثلاثون ياردة مربعة، ووضع نظام للتبريد عن طريق النيتروجين، وبعد ذلك تم دفن المفاعل داخل تابوت خراساني وزنه 300 ألف طن؛ لمنع تسرب مزيدٍ مِن الجزيئات المشعة، وذلك كله قبْل نهاية شهر يونيو 1986م.

تطهير المنطقة مِن بقايا الإشعاع:

لتطهير المنطقة -التي أُخلِيَت بالكامل- مِن بقايا الإشعاع؛ تم جرف سطح التربة بالبلدوزرات، وتعبئة الناتج في براميل تحفظ بعيدًا عن البشر، وتم غسل ستين ألف بِنَاية، ورش الأشجار بموادٍ مزيلة للإشعاع، وجمع أوراق الأشجار المتساقطة منها، ودفنها تحت الأرض.

كما تم إسقاط السحب -بتحويلها إلى أمطار صناعية- قبْل وصولها إلى منطقة المفاعل وتساقط أمطارها هناك؛ حتى لا تزيد مِن انتشار الإشعاع بتدفق مياه الأمطار في المجاري المائية، كما تم إقامة حواجز خراسانية؛ لمنع وصول المياه الملوثة بالإشعاع إلى الأنهار.

أما بيان آثار انفجار المُفاعِل؛ فنتكلم عنه في المقال القادم -إن شاء الله-.