الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الخميس 13 أبريل 2017 - 16 رجب 1438هـ

في ذكرى انفجار مفاعل "تشيرنوبل" الروسي (1)

كتبه/ علاء بكر

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد شهِد الاتحاد السوفيتي السابق فاجعتين شديدتين في الثمانينيات، وهي الفترة التي شهدت الجرائم الوحشية للروس ضد الشعب الأفغاني ومجاهديه، حيث وقع زلزال دَمَّرَ مدينتين، ووقع انفجار لمُفاعِل تشيرنوبل؛ مما تسبب في خسائر لا تقل فداحة عما لحق أفغانستان مِن دمار.

مفاعل "تشيرنوبل":

(تشيرنوبل): بلدة هادئة بجمهورية أوكرانيا إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، و كان برنامجها النووي مفخرة لروسيا في الثمانينيات، وكان مكونًا مِن ستة مُفاعِلات، دخل المُفاعِل الأول الخدمة عام 1977م، ثم الثاني والثالث والرابع في أعوام 78 ، 81 ، 83.

وكان مقررًا افتتاح الخامس والسادس عام 1988م، وهي مفاعلات متشابهة في التصميم، وتستخدم مادة الجرافيت في إبطاء عمل النيترونات، وتحميها جدران قوية.

حوادث نووية سابقة:

لا يعد حادث تشيرنوبل أول حادث نووي، ولكنه أسوأهم.

ففي عام 1975م شب حريق في الكابلات المحيطة بمفاعل نووي في ولاية "ألاباما" الأمريكية، وتمت السيطرة عليه، ولم تحدث خسائر.

وفي 28 مارس 1979م حدث عطل فني في مفاعل بولاية بنسلفانيا الأمريكية، وبعد ساعتين اكتشف العاملون الخلل، وتم إصلاحه قبْل حدوث كارثة نووية.

ومعلوم أنه سبق إلقاء قنبلتين ذريتين مِن قبْل على مدينتي (هيروشيما) و(نجازاكي) اليابانيتين في أغسطس 1945م تسببتا في تدمير المدينتين ومقتل مئات الآلاف، وتعرض الملايين لخطر الإشعاعات النووية.

كيف حدثت كارثة "تشيرنوبل":

في الساعة الواحدة وثلاث وعشرين دقيقة صباح يوم 26 أبريل 1986م توقف وصول البخار إلى التوربينات المولِّدة للكهرباء في المفاعل الرابع؛ مما أدى إلى انخفاض معدلات ضخ مياه التبريد إلى قلب المفاعل، وارتفاع درجة الحرارة داخل قلب المفاعل، ومع عدم التوقف التلقائي للمفاعل بسبب توقف نظام التوقيت الآلي؛ استمر ارتفاع الحرارة؛ مما أدى إلى وقوع انفجارين بفاصل ثلاث ثوان بينهما، الأول بفعل البخار، والثاني بفعل الهيدروجين الذي نتج مِن انصهار قضبان الوقود النووي؛ مما شطر قلب المفاعل، وحَطَّم غطاءَه المصنوع مِن الصلب، والذي يزن ألف طن، وانهار سقف المُفاعِل، واندفعت أدخنة مُشِعَّة هائلة إلى الهواء الخارجي.

ومع دخول الهواء الخارجي بدأ احتراق ألواح الجرافيت، وتساقطت قضبان الوقود المشتعلة والمعادن المنصهرة على أنقاض المُفاعِل، وتطايرت على أسطح المباني المجاورة، واشتعلت الحرائق.

أما كيف تم التعامل مع هذه الكارثة؟ فنستكمل الكلام عنه في المقال القادم -إن شاء الله-.