الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأحد 18 ديسمبر 2016 - 19 ربيع الأول 1438هـ

حول حديث: (إِنَّ اللهَ خَلَقَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِائَةَ رَحْمَةٍ)

السؤال:  

في الحديث الشريف أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إِنَّ اللهَ خَلَقَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِائَةَ رَحْمَةٍ كُلُّ رَحْمَةٍ طِبَاقَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَجَعَلَ مِنْهَا فِي الْأَرْضِ رَحْمَةً، فَبِهَا تَعْطِفُ الْوَالِدَةُ عَلَى وَلَدِهَا، وَالْوَحْشُ وَالطَّيْرُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَكْمَلَهَا بِهَذِهِ الرَّحْمَةِ) (رواه مسلم)، والسؤال: هل معنى هذا أن الرحمة مخلوقة؟ وهل نتراحم بالرحمة المخلوقة أم نتراحم برحمة الله -تعالى-؟ وهل هناك فرق في ذلك بين الدنيا والآخرة، بمعنى: هل يكون التراحم في الدنيا بالرحمة المخلوقة، وفي الآخرة باسم الله الرحمن؟ 

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فهذه الرحمات مخلوقة بنص الحديث، وهي أثر مِن آثار الرحمة التي هي صفة الله -تعالى- قائمة به، فهي ليست مخلوقة، وهي التي دلَّ عليها اسمه الرحمن الرحيم، وأما الرحمات الأخرى فهي قائمة بغيره -سبحانه-، ومنها ما هو أعيان مخلوقة تُسمَّى رحمة: كالمطر في الدنيا: (فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (الروم:50)، وكالجنة في الآخرة؛ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (قَالَ اللهُ لِلْجَنَّةِ: إِنَّمَا أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي) (متفق عليه)، وهذا كله بخلاف الرحمة التي هي صفة الرب -تعالى- القائمة به.