الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الخميس 06 أكتوبر 2016 - 5 محرم 1438هـ

الدفاع عن الكعبة بين حرمتها وحرمة دماء المسلمين

السؤال:

ذكر بعض الخطباء في أحد المساجد الدروس المستفادة مِن قصة ابني آدم، وذكر حرمة الدماء في الإسلام، وذكر حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ وَيَقُولُ: (مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ، مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً مِنْكِ مَالِهِ وَدَمِهِ، وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلا خَيْرًا) (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني). ثم قال الخطيب: "لو تسلط الأعداء على بيت الله الحرام، وكان المسلمون بيْن خيارين لا ثالث لهما: إما أن تهدم الكعبة، وإما أن يقتل رجل من المسلمين؛ لاخترنا بدون تردد أن تهدم الكعبة ولا يُقتل مسلم!".

والسؤال: هل هذا الاستنباط صحيح أم لا؟ وماذا لو احتل الكفار بيت الله الحرام؛ ألا يجب بذل الدماء من أجلها؟ أفيدونا وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فيجب على المسلمين قطعًا الدفاع عن بيت الله الحرام، وأن تبذل النفوس من أجل الدفع عنه، ولكنه لم يحسن فهم الصورة التي يكون فيها تقديم هدم الكعبة على قتل رجل مسلم، وهي صورة ما إذا كان قتال المسلمين وما يتضمنه مِن قتل بعضهم لا يترتب عليه حماية أرض الإسلام؛ فهنا يكون انسحابهم من أجل الاستعداد لجولة أخرى هو المشروع.

أما "مكة المكرمة" فستظل دار إسلام إلى قبيل يوم القيامة ما بقي في الأرض مسلم؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ) (متفق عليه).