كتبه/ محمد سرحان
نور الدين محمود:
قام نور الدين مقام والده بعد وفاته، فأظهر السنة، وغيـَّر البدعة، وقمع الرافضة، وبنى المدارس، ووقف الأوقاف، وأظهر العدل، وأفسح المجال للعلماء، وكان أهل الدين عنده في أعلى محل، وحصن بلاد الإسلام، فبنى أسوار مدن الشام جميعاً، وأحكم بناءها حتى تكون قادرة -بإذن الله- على صد أي عدوان. وكان يصرف الأموال في إعمار المساجد المهجورة.
قال عنه العماد الأصفهاني:
"هو الذي أعاد رونق الإسلام إلى بلاد الشام، وقد غلب الكفر وبلغ الضر، فاستفتح معاقلها، واستخلص عقائلها".
كانت أول وقعاته مع الفرنجة أخذه حصن "العريمة" منهم، ثم في سنة 543هـ هزم الصليبيين، وأخذ "بُصرى" الشام.
وفي سنة 546هـ بعد أسر "جوسلين" -أحد شياطين الصليبيين- أخذ قلاع "تل باشر" و"عين تاب" وغيرهما من أعمال حلب.
في سنة 549هـ دخلت دمشق ضمن دولته، وفي سنة 559هـ كان فتح حصن "حارم"، وهي أعظم معاركه مع الصليبيين.
ثم وحد -بفضل الله- بين مصر والشام تحت ملكه؛ لعلمه بأن ذلك أقوى الأسباب للوقوف في وجه الصليبيين، وكان يتمنى أن يفتح الله القدس، ويحرر الأقصى على يديه حتى أنه صنع منبراً يوضع في المسجد الأقصى عند فتح القدس، وهو الذي وضعه صلاح الدين، حتى حرق يوم حريق المسجد الأقصى على يد اليهود سنة 1969م.