عطاء الله للمؤمن خير وأوسع من كل ما حُرِمَ منه
كتبه/ ياسر برهامي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فإن طاعة الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- هي أعظم نعمة يمُنُّ الله بها على أحد من خلقه، وأما الدنيا فإن كل نعيم فيها لا محالة زائل، وكل نعيم فيها ولذة فهي مشوبة بالنغص من مال أو بنين أو جاه أو غير ذلك، وكل بلاء فيها للمؤمن مصحوب بالنعمة واليسر.
ولو وازن العبد بين ما أعطي وما حُرِمَ لوجد أن ما أعطاه الله خير وأوسع من كل ما حُرِمَ منه، فمثلاً نعمة المحبة في قلوب الخلق التي أسأل الله أن تكون ثمرة لمحبته -عز وجل-، بكم تشترى من أموال؟ هل يمكن أن يحصل عليها العبد بمال أو جاه؟
وهل يستطيع الإنسان أن يعيش سعيداً بغير حب؟ وكم يشقى من لمس سبب البغضاء والكراهية لأنفسهم ولمن حولهم رغم ملك الدنيا وأموالها، والحمد لله رب العالمين.
وأعظم من ذلك نعمة الأنس بالله -عز وجل- وتلاوة كتابه مع التدبُّر لما فيه من الجمال والعظمة، ومعرفة صفات الجلال والكمال له -سبحانه-، ومعرفة صفات الأنبياء الرائعة المبهرة، وأعمال الأولياء الصالحة، وكذلك نعرف الصفات الخبيثة للشياطين والكفرة والظلمة، ونحمد الله على عدم الاتصاف بها، وإن وجدنا شيئاً فيها بادرنا بالتخلص منها، والسعي في إزالتها، فإنه (لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِى قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ) رواه مسلم.
فنعوذ بالله من النار، وصفات أهل النار.