كتبه/ ياسر عبد التواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فالغيبة حَدُّها أن تذكر أخاك بما يكرهه لو بلغه، سواء ذكرته بنقص في بدنه أو نسبه أو خلقه أو في فعله أو في قوله أو في دينه أو في دنياه، حتى في ثوبه وداره ودابته، وكل ذلك حتى لو كنت صادقاً في هذا فأذية المسلم محرمة، وسيأتي حديث آخر عن مبيحات تلك الغيبة.
أما البدن:
فذكرك الحَوَل والقَرَع، والقِصَر والطول، والسواد والصُفرة، وجميع ما يتصور أن يوصف به مما يكرهه كيفما كان.
عَنْ أَبِى حُذَيْفَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا ذَكَرَتِ امْرَأَةً وَقَالَتْ مَرَّةً حَكَتِ امْرَأَةً وَقَالَتْ إِنَّهَا قَصِيرَةٌ. فَقَالَ: (اغْتَبْتِهَا مَا أُحِبُّ أَنِّى حَكَيْتُ أَحَداً وَأَنَّ لِى كَذَا وَكَذَا) رواه أحمد، وصححه الألباني.
وأما النسب:
فبأن تقول: أبوه أعجمي، أو فاسق، أو خسيس، أو إسكاف، أو زبال، أو شيء مما يكرهه كيفما كان.
وأما الخلق:
فبأن تقول: هو سيئ الخلق، بخيلٌ، متكبرٌ، مراءٍ، شديدُ الغضب، جبانٌ، عاجزٌ، ضعيف القلب، متهورٌ، وما يجري مجراه.
وأما في أفعاله المتعلقة بالدين:
فكقولك: هو سارق، أو كذاب، أو شارب خمر، أو خائن، أو ظالم، أو متهاون بالصلاة، أو الزكاة، أو لا يحسن الركوع أو السجود، أو لا يحترز من النجاسات، أو ليس باراً بوالديه، أو لا يضع الزكاة موضعها، أو لا يحسن قسمها، أو لا يحرس صومه عن الرفث والغيبة والتعرض لأعراض الناس.
وأما الغيبة في فعله المتعلق بالدنيا:
فكقولك: إنه قليل الأدب، متهاون بالناس، أو لا يرى لأحد على نفسه حقاً، أو يرى لنفسه الحق على الناس، أو أنه كثير الكلام، كثير الأكل، نئوم ينام في غير وقت النوم، ويجلس في غير موضعه.
وأما في ثوبه:
فكقولك: إنه واسع الكم، طويل الذيل، وسخ الثياب.
فعموماً كل ما يشعر بالنقص أو الانتقاص يكون ذكرك له من الغيبة. فإذا أردت أن يسلم لك صومك فاحذر أن يجرك اللسان إلى تلك النقائص.