الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الإثنين 21 يوليه 2025 - 26 محرم 1447هـ

كيف اخترقت إيران جماعة الحوثي في اليمن؟ (1) الزيدية وجماعة الحوثي في اليمن

كتبه/ علاء بكر

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فجماعة الحوثي في اليمن جماعة تتبع المذهب الزيديِّ، حيث يبلغ الشيعة الزيدية نحو 30% من سكان اليمن، ويتركّز هؤلاء الحوثيون في محافظة (صعدة) شمال اليمن. والمذهب الزيديُّ من المذاهب الشيعية، وهو منسوب إلى زيد بن علي زين العابدين -رحمه الله تعالى-.

من تاريخ المذهب الزيدي:

- وُلِدَ زيد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب في عام 80 هـ. تنقَّل بين العراق والشام طلبًا للعلم. كان تقيًّا ورعًا عالمًا فاضلًا، وكان أيضًا شجاعًا مهيبًا وسيمًا. أخذ العلم عن أخيه الأكبر محمد بن علي زين العابدين الملقب بالباقر، كما اتَّصَل بـ(واصل بن عطاء) رأس المعتزلة وتأثَّر بآرائه؛ لذا تأثَّر أتباع زيد من بعده بآراء المعتزلة؛ كما أخذ العلم في الفروع (الفقه) عن أبي حنيفة. 

- ولزيد كتاب (المجموع) في الحديث، وكتاب (المجموع) في الفقه، جُمِعَا في كتاب واحد باسم (المجموع)، والكتابان رواهما عنه تلميذه أبو خالد عمرو بن خالد الواسطي الهاشمي بالولاء، والذي توفِّي في الربع الثالث من القرن الثاني الهجريِّ.

(فائدة: اختلفت الفِرَق الشيعية فيما بينها في إمامة أبناء علي زين العابدين، فجعل الزيدية الإمامة في ابنه زيد بن علي زين العابدين، ثم من بعده يحيى بن زيد، بينما جعل الشيعة الاثنا عشرية الإمامة في ابنه محمد بن علي زين العابدين المعروف بأبي جعفر الباقر).

- كان زيد بن علي زين العابدين يرى في نفسه الأحقية في الإمامة في وجود ظُلْم وجَوْر من حكام بني أمية مع التفاف شيعة أهل البيت حوله، إذ بايعه نحو أربعين ألفًا من الشيعة. فلما أخذ البيعة ممن بايعه عزم على الخروج وطلب الإمامة، وذلك في عهد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك. استمر زيد يُبَايِع الناس في العراق في الباطن على كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- حتى اسْتَفْحَل أمره في الباطن، وهو يتنقَّل من منزل إلى منزل، ثم تأهَّب وواعد أصحابه على الخروج أول سنة 122 هـ، وبلغ الأمر (يوسف بن عمر) نائب العراق فبعث إليه يطلبه ويلحُّ عليه في الطلب، فلما علم شيعة زيد بذلك اجتمعوا عند زيد، ولما سألوه عن رأيه في الشيخين أبي بكر وعمر قال: غفر الله لهما، ما سمعت أحدًا من أهل بيتي تَبَرَّأ منهما، وأنا لا أقول فيهما إلا خيرًا. قالوا: فلما تطالب إذًا بدم أهل البيت؟ فقال: إنا كنا أحق الناس بهذا الأمر، ولكن القوم اسْتَأْثَرُوا علينا ودَفَعُونا عنه ولم يبلغ ذلك عندنا كفرًا، وقد ولوا فعدلوا وعملوا بالكتاب والسنة. قالوا: فلم تُقَاتِل هؤلاء إذًا؟ قال: هؤلاء ليسوا كأولئك، إن هؤلاء ظَلَمُوا الناس وظَلَمُوا أنفسهم، وإني أَدْعُو إلى كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- وإحياء السنن وإماتة البدع، فإن تَسْمَعُوا يَكُن خيرًا لكم ولي وإن تَأْبَوْا فلست عليكم بوكيل، فرَفَضُوه وانصرفوا عنه وتركوه؛ فلهذا سُمُّوا من يومها (الرافضة)، أما من تَابَعَه من الناس فَسُمُّوا (الزيدية)، فصار غالب الشيعة من أهل الكوفة رافضة، وغالب الشيعة من أهل مكة زيدية. 

- ثم إن زيدًا خرج بمن بقي من أصحابه في صفر سنة 122 هـ، فتهيَّأ له (يوسف بن عمر) نائب العراق و(الحكم بن الصلت) نائبه على الكوفة، فحَجَبَا الناس عنه فما اجتمع معه إلا عدد قليل، ووقع بين الطائفتين قتال شديد، أظهر فيه زيد ومن معه شجاعة وبأسًا شديدًا حتى أصيب زيد بسهم في جبهته اليسرى وصل إلى دماغه فمات من ساعته، وتفرَّق أتباعه من بعده، إذ فقدوا من كانوا يقاتلون من أجله. وقد خاض يحيى بن زيد القتال مع أبيه، لكنه تمكَّن من الفرار إلى خراسان مع جماعة من الزيدية، فأقاموا بها مدة، حتى لاحقته سيوف الأمويين فقُتِل هناك سنة 125هـ. (راجع (البداية والنهاية) لابن كثير: 431 -434).

ما بعد زيد بن علي:

- فوَّض الزيدية الأمر من بعد مقتل (يحيى بن زيد) إلى محمد وإلى إبراهيم، فخرج محمد إلى المدينة، فقتله فيها عاملها (عيسى بن ماهان)، وخرج إبراهيم إلى البصرة، فقتل فيها بأمر من المنصور، ثم فوَّض الأمر إلى أحمد بن عيسى بن زيد (حفيد زيد) الذي أقام في العراق، وتلقَّى العلم على تلاميذ أبي حنيفة، فكان لأحمد بن عيسى أثره في إثراء المذهب الزيديِّ وتطويره.

- وكان من علماء الزيدية القاسم بن إبراهيم الرَّسِّي بن عبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب (170 - 242هـ)، وإليه تُنْسَب طائفة (القاسمية) من الزيدية. ومن بعده كان حفيده الملقب الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم (245 - 298هـ)، الذي عُقِدَت له الإمامة باليمن، وتكوَّنت له فرقة (الهادوية) المنتشرة في اليمن والحجاز وما والاهما.

- في بلاد الديلم وجيلان ظهر للزيدية إمام حسيني، هو أبو محمد الحسن بن علي بن الحسن بن زيد بن عمر بن الحسين بن علي بن أبي طالب، الملقب بالناصر الكبير (230 - 304هـ)، وعرف باسم الأطروش، والذي هاجر إلى بلاد الديلم داعيًا إلى الإسلام على مقتضى المذهب الزيديِّ، فدخل في دعوته خلق كثير صاروا زيديين ابتداءً؛ كما ظهر للزيدية داعٍ آخر، هو الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسين بن زيد بن الحسين بن علي بن أبي طالب، صاحب طبرستان، وتكوَّنت له دولة جنوب بحر الخزر سنة 250 هـ.

- ومن أئمة الزيدية كذلك: محمد بن إبراهيم بن طباطبا، الذي بعث دعاته إلى الحجاز ومصر واليمن والبصرة.

- ومن الشخصيات الزيدية البارزة عبر التاريخ: مقاتل بن سليمان، ومحمد بن نصر، وأبو الفضل بن العميد، والصاحب بن عباد، وبعض أمراء من بني بويه.

- وقد خرجت من الزيدية طوائف طَعَنَت في الشيخين أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما-، وهذا منهم خروج على آراء إمامهم زيد بن علي زين العابدين، ولهم آراء أخرى تَرَدَّوْا فيها كالتبرؤ من عثمان -رضي الله عنه-، والقول بالرجعة (رجوع الإمام بعد وفاته إلى الدنيا آخر الزمان وقبل يوم القيامة) لبعض أئمتهم، والقول بعصمة الأئمة، وتكفيرهم من قاتل علي بن أبي طالب من الصحابة.

- ومن فِرَق الزيدية: الجارودية: أصحاب أبي الجارود زياد بن أبي زياد، الذين يرون أن الصحابة كانوا مقصرين باختيار أبي بكر إمامًا لذا يُكَفِّرونهم بذلك، بدعوى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد نَصَّ بالوصف لا بالتسمية على علي بن أبي طالب إمامًا من بعده. فتقول فرقة الجارودية: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- نَصَّ عَلَى عَلِيٍّ -عليه السلام- بِالْإِشَارَةِ وَالْوَصْفِ دُونَ التَّسْمِيَةِ وَالتَّعْيِينِ، وَأَنَّ الْأُمَّةَ ضَلَّتْ وَكَفَرَتْ بِجَعْلِ الْأَمْرِ إِلَى غَيْرِهِ، وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- نَصَّ عَلَى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ -عليهما السلام- بِمِثْلِ نَصِّهِ عَلَى عَلِيٍّ. ثُمَّ الْإِمَامَةُ عِنْدَهُمْ شُورَى بَيْنَ الْأَفَاضِلِ مِنْ وَلَدِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ مِمَّنْ شَهَرَ سَيْفَهُ، وَدَعَا إِلَى سَبِيلِ رَبِّهِ وَبَايَنَ الظَّالِمِينَ، وَكَانَ صَحِيحَ النَّسَبِ مِنْ هَذَيْنِ الْبَطْنَيْنِ، وَكَانَ عَالِمًا زَاهِدًا شُجَاعًا، فَهُوَ الْإِمَامُ. (ينظر: مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة، د. ناصر بن عبد الله بن علي القفاري - دار طيبة، ط: الأولى 1412هـ، القسم الأول: 167).

فللجارودية بعض من الأفكار التي تقترب من مذهب الرافضة الإمامية الإثني عشرية، وأسوأها: تكفير وسب الصحابة، وهو ما يتعارض مع ما كان عليه إمامهم زيد بن علي زين العابدين؛ لذا فمن أتباع الزيدية من يرفض انتساب أبي الجارود إلى المذهب الزيديِّ.

ويرى البعض أن حركة الحوثي تتضمَّن محاولة لإحياء الفكر الجاروديِّ؛ لكونه يمكن أن يكون أرضية خصبة للتقارب مع الإثني عشرية المعروفين بالجعفرية، مع تشدُّد في مسألة نظام الحكم السياسي تمهيدًا لإعادة بناء دولة إمامية في اليمن، وإن اقتضى الأمر منهم ارتماء الحركة في أحضان القوى الإقليمية -إيران ومواليها- وبالتالي الانفتاح على المذهب الجعفري الإثني عشريِّ.

- والسليمانية: أصحاب سليمان بن جرير، وهم يعترفون بفضل الشيخين ويُقِرُّون بخلافتهما، لكنهم يُقَدِّمون عليًا عليهما، وهم يُكَفِّرون عثمان -رضي الله عنه-. 

- والصالحية: أصحاب الحسن بن صالح بن حي. 

- والبترية: أصحاب كثير النوى الأبتر ويُسَمَّوْن أيضًا الكثيرية. يقولون: إن عليًّا أفضل الناس بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأَوْلَاهُم بالإمامة، وتَوَقَّفُوا في أمر عثمان، وشَهِدُوا بالكفر على من حارب عليًّا.

الجذور الفكرية لمذهب الزيدية:

- يُوَافِق الزيدية عموم فرق الشيعة في أمور، كأحقية أهل البيت بالخلافة، وتَقْدِيم (تفضيل) الأحاديث الواردة عنهم على غيرها، والقول بزكاة الخمس.

- غلوهم ليس كما عند باقي فرق الشيعة.

- تأثَّر الزيدية باعتزالية واصل بن عطاء الذي تتلمذ زيد بن علي زين العابدين على يديه، يظهر ذلك في تَقْدِيمهم للعقل على النقل في العقائد غيرها، والحكم بحُسْن الأشياء وقُبْحِها، وتحليلاتهم للجبر والاختيار، وحكم مرتكب الكبيرة والخلود في النار.

- أخذ زيد بن علي زين العابدين من مذهب أبي حنيفة في الفروع (الفقه)، كما أخذ حفيده أحمد بن عيسى بن زيد من تلاميذ أبي حنيفة في العراق، فهناك تلاقٍ في الفروع بين المذهب الحنفي السنيِّ والمذهب الزيديِّ، وهناك تأثُّر وتأثير متبادل، ظهر أولًا في العراق، وامتد إلى بلاد ما وراء النهر ثانيًا.

من معتقدات الزيدية:

- قال الشهرستاني عن الزيدية: (سَاقُوا الإمامة في أولاد فاطمة -رضي الله عنها-، ولم يَجُوزُوا ثبوت الإمامة في غيرهم، إلا أنهم جَوَّزُوا أن يكون كل فاطميٍّ عالم شجاع سخيٍّ خرج بالإمامة أن يكون إمامًا واجب الطاعة سواء كان من أولاد الحسن أو من أولاد الحسين -رضي الله عنهما-، وجَوَّزُوا إمامة المفضول مع وجود الأفضل) (الملل والنحل).

- الإمامة عندهم ليست بالنص أو الوراثة؛ إذ لا يشترط فيها أن يَنُصَّ الإمام السابق على الإمام اللاحق، بل تَقُوم على البيعة، فمن كان من أولاد فاطمة -رضي الله عنها- وفيه شروط الإمامة كان أهلًا لها إذا طَلبَها.

- لا يجوز عندهم أن يكون الإمام مَسْتُورًا، إذ لا بد من اختياره من قبل أهل الحلِّ والعقد، وهذا لا يتم إلا إذا أَعْلَن الإمام عن نفسه مُبَيِّنًا أحقيته للإمامة.

- يَجُوزون عندهم وجود أكثر من إمام واحد في وقت واحد إذا كانا في قطرين مختلفين.

- يَجُوزون إمامة المفضول مع وجود الأفضل، فلا يشترط في الإمام أن يكون أفضل الناس جميعًا، بل يمكن أن يكون هناك إمام للمسلمين على جانب من الفضل مع وجود من هو أفضل منه، على أن يَرْجِع إليه في الأحكام، وأن يَحْكُم بحكمه في القضايا التي يُدْلِي فيها برأيه.

- معظمهم يُقِرُّون بخلافة أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما-، ولا يَلْعَنونهما بل يَتَرَضَّوْن عليهما، ويُقِرُّون بخلافة عثمان -رضي الله عنه- على مؤاخذته على بعض الأمور التي يَزْعُمونها، لكنهم يَحُطُّون من منزلة معاوية -رضي الله عنه- ويَنْتَقِصونه.

- مذهب الزيدية التقليدية -أو الزيدية الحقيقية- في الصحابة التَّرَضِّي عنهم يبينه المقبلي (1047 -1108 هـ)، الذي تلقَّى العلم عن جماعة من كبار علماء اليمن وتوفِّي في مكة، في كتابه (العلم الشامخ): (إن الزيدية ليسوا من الرافضة بل ولا من غلاة الشيعة في عرف المتأخرين ولا في عرف السلف، فإنهم الآن مستقر مذهبهم التَّرَضِّي على عثمان وطلحة والزبير وعائشة -رضي الله عنهم- فضلًا عن الشيخين) (ينظر: العلم الشامخ للمقبلي، مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة - القسم الأول: ص 161).

- لكن في الزيدية من مذهبه كمذهب الرافضة كطائفة الجارودية، ولهذا رأينا شيخ الرافضة في القرن الرابع الهجريِّ (المفيد) في كتابه (أوائل المقالات: ص 40) يَنْظِمهم في سلك الشيعة (يعني الرافضة) ويُخْرِج من عداهم من فرق الزيدية من شمول اسم الشيعة لهم. (ينظر: المصدر السابق: 161 -162)

- يُوَافِق الزيدية مذهب المعتزلة، خاصة فيما يتعلق بذات الله تعالى وفي مسألة الجبر والاختيار، حيث يقولون بوجوب الإيمان بالقضاء والقدر مع اعتبار الإنسان حُرًّا مُخْتَارًا في طاعة الله أو عصيانه فَاصِلِين في ذلك بين الإرادة والمحبة أو الرضا، ويعتبرون مرتكب الكبيرة في منزلة بين المنزلتين كما تقول المعتزلة. 

- يَسْتَنْكِرون زواج المتعة. 

- يَتَّفِقون مع باقي فرق الشيعة في القول بزكاة الخمس، وفي جواز التقية إذا لَزِم الأمر.

- باب الاجتهاد عندهم مفتوح لكل من يُرِيد الاجتهاد، ومن عَجَز عن الاجتهاد قَلَّد، وتقليد أئمة أهل البيت أَوْلَى من غيرهم. 

- لا يقولون بعصمة الأئمة من الخطأ، كما لا يُغَالُون في الأئمة على غرار غلاة الشيعة، لكن بعضهم يقول بعصمة أربعة من أهل البيت وهم علي وفاطمة والحسن والحسين -رضي الله عنهم-.

- لا يقولون بوجود 12 إمامًا للأمة معصومًا ولا يقولون بالمهدي المنتظر.

- علم الله تعالى عندهم أزليٌّ قديم غير متغيِّر، وكل شيء مكتوب في اللوح المحفوظ، ويَسْتَنْكِرون القول بالبداءة على الله تعالى. ويرجع هذا القول بالبداءة إلى المختار الذي كان يسجع سجع الكهان فإذا جاء الأمر على عكس ما قال عَلَّلَ ذلك بأن يقول: قد بدا لربكم تغيير علمه!  

- يَجُوزون الخروج على الإمام الظالم الجائر فلا تَجِب طاعته. 

وهم يَتَّفِقون مع أهل السنة بشكل عام في العبادات والفرائض سوى مسائل قليلة في الفروع يُخَالِفونهم فيها؛ منها:

- يقولون: (حي على خير العمل) في الآذان كباقي الشيعة.

- يَعُدُّون صلاة التراويح جماعة بدعة.

- يَرْفُضون الصلاة خلف الفاجر. (للاستزادة راجع: عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة وأهل البيت والرد على الشيعة الإثني عشرية، د. علاء بكر - ط. مكتبة فياض - المنصورة، ص 266 -268).

(والشيعة الزيدية يُعَدُّون عند أهل السنة من أهل القبلة، وما قد يوجد عندهم من الكفريات يُعَدُّ كفر نوع لا كفر عين؛ لا يُكَفَّرون بها إلا بعد إقامة الحجة عليهم).

جماعة الحوثي في اليمن:

- يَعُدُّ بدر الدين حسين الحوثي بمنزلة المرشد الروحي أو الأب الروحي للحوثيين. وهو من مواليد محافظة صعدة، التي تقع على بعد 240 كيلومترًا شمال صنعاء العاصمة. وهو أبرز المراجع العلمية المعاصرة للشيعة الزيدية في اليمن، ويُلَقَّب عندهم بالعلامة، وفيه تأثَّر بفكر الطائفة الزيدية الجارودية ويُعَدُّ كامتداد لهم وهذا مما أوقعه مع اختلاف مع باقي علماء الزيدية. وقد زار بدر الدين إيران بعد ثورة الخميني ومكث فيها سنوات، حاول خلالها الإيرانيون استقطابه حيث كان معجبًا بالخميني، واسْتَلْهَم من الخميني فكره الثوري فهو مصدر الإلهام له، حيث يرى أن هناك ثمة تقاربًا بين المذهب الزيديِّ والمذهب الإثني عشريِّ في الأصول المهمة، ويرى عدم الإجماع على جواز إمامة المفضول في وجود الفاضل.

- بدأ بدر الدين الحوثي نشاطه في اليمن عام 1997 بإنشاء مراكز دينية بدون ترخيص قانوني في مدينة (حيدان) بمحافظة صعدة وسماها (الحوزة)، اتَّبعها بإنشاء مراكز أخرى مماثلة في محافظات أخرى ومديريات. له رسائل وكتيبات منها كتيب (الزيدية في اليمن). وقد تَوَسَّع في نشاطه حتى صار يَتَزَعَّم تنظيمًا سماه (الشباب المؤمن). وقد لاقى هذا التنظيم في بداية الأمر دعمًا ماديًّا ومعنويًّا من الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قبل أن يَتَرَاجَع ويُنَاصِبه العداء.  

- تأثَّر حسين بدر الدين الحوثي بأفكار وآراء أبيه بدر الدين، وتَوَلَّى أمر حركة الحوثيين. بينما يَعُدُّ يحيى بن بدر الدين ممثل الحركة خارج البلاد. 

- ويَطْمَح الحوثيون إلى بناء دولة مع استغلال المذهب الزيديِّ وسيلة وغطاء لتحقيق مَطْمَعِهم، أي بناء دولة مذهبية. 

- ويرى الحوثيون أنفسهم امتدادًا مُنَاهِضًا للتيار السنيِّ في اليمن، الذي يَصِفونه بالوهابي أو السلفي أو التكفيري. وقد كان لمناهضة الحوثيين للتيار السنيِّ الدافع لاتخاذ الحوثيين مواقف سلبية من النظام السياسي في اليمن لكونه عندهم سَمَحَ له بالانتشار، مع كونه سَمَحَ لهم بذلك كسائر الطوائف الأخرى. 

- وقد تأثَّرت حركة الحوثي في مسيرتها بالنموذج الثوري الإيراني، وبتجربة حزب الله الشيعي في لبنان الثابت صلته بإيران، ويشير إلى ذلك قيام قيادات من التيار الحوثي بزيارات متكررة لإيران وصِلَتُهم بالسفارة الإيرانية، بل ووجود عناصر إيرانية بين كوادر الحوثيين، وإمداد إيران الحوثيين بالسلاح.

- ولم تَقْتَصِر طموحات الحوثيين على السيطرة على الشريط الجغرافي الضيق في أقصى شمال اليمن حيث يَتَمَرْكَزون بل يَشْمَل اليمن كله سياسيًّا وعقديًّا، على أن تكون البداية من خلال إنشاء كيان سياسي في شمال اليمن يَخْضَع لنفوذ الحوثيين طوعًا أو كرهًا. ولهذا ما إن سَقَطَت محافظة صعدة بأيدي الحوثيين في الأيام الأولى من الثورة الشعبية في اليمن سنة 2011 وأَقَامُوا فيها ما يُشْبِه الحكم الذاتي حتى اتَّجَهَت أنظارهم إلى محافظة الجوف المجاورة التي خَاضُوا فيها مواجهات عسكرية دامية، ثم سَعَوْا بعدها للتوسع في محافظات أخرى لإقامة دويلة تَقَع بين جنوب السعودية وشمال اليمن، وتَمْتَد بين محافظتي الجوف ومأرب شرقًا ومنفذها ميناء ميدي على البحر الأحمر غربًا.

وللحديث بقية -إن شاء الله-.