الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد،
أين طريق السعادة؟ لو سألت كل منصف واستقرأت أحوال الناس والمجتمعات لكان الجواب: لا طريق للسعادة إلا في الإيمان والعبادة.
فلماذا أعرض الناس عن هذا الطريق؟ قال تعالى : (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)(لأعراف:179) وقال تعالى: (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ)(الأنعام:116).
لذا فهذا الكتاب خطاب لكل بعيد عن الشرع المتين، من الذين يظنون أنهم لا يمكن أن يسعدوا حتى يتبعوا الشياطين، يقول لهم (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى. وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً)(طه:123-124). كما يخاطب الشباب الملتزم يالطاعة والعبادة، ممن يعلمون أنهما طريق السعادة، فيثبتهم على طريق الحق وسط الفتن وأمواج الشبهات والملذات الخادعة، يقول له: (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ)(الروم:60). ويقول له: (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً)(الكهف:28).
صوت السلف www.salafvoice.com