كتبه/ عصام حسنين
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
أسباب الغيرة عند الطفل:
1- ولادة طفل جديد: فمعلوم أن الطفل الأول يحظى باهتمام والديه -خاصة أمه-؛ فيشعر بأنه المركز والمحور الذي يهتم به الجميع، فإذا وُلد طفل جديد وأخذ اهتمامًا من أمه أو والديه، بدأت مشاعر الغيرة تتحرك في نفسه.
2- التدليل الزائد من الأم لطفلها؛ لدرجة أنها تحمله في كل حالاته؛ فيشعر أنه يجب أن يكون له كل شيء.
3- عدم تربية الطفل على تحمل مسئولية نفسه.
4- أسلوب التفرقة بين الأولاد بسبب الجنس أو السن، ونحو ذلك.
علاج الشعور بالغيرة من الطفل الجديد:
ينصح بأن يكون هناك فارق زمني بين الأطفال؛ فقد أثبتت الأبحاث التربوية: أن الغيرة تزداد عند الطفل عندما يكون الفرق العمري بين الأطفال قليلًا، بينما يقل أو ينعدم إذا كان الفارق أكثر. وهذا لا مانع منه شرعًا، وهو المقصود بتنظيم النسل.
- أما إذا كانت الأخرى؛ فتُنصح الأم بأن تمهّد لطفلها بقدوم أخ أو أخت له فتحببه فيه؛ كأن تقول له: إنه سيكون أخاك الصغير الذي سيلعب معك، ويجب أن تحبه وتعتني به، وإنني أحبكما جميعًا، وتجهز له هدية يقدمها للطفل الجديد.
- ويجب عدم ترك المولود الجديد بمفرده معه.
- مدحه باعتدال.
- العدل في القبلة والمعانقة، والثناء، ونحو ذلك.
- عدم المبالغة في لومه على تصرفاته مع أخيه.
- قضاء أكبر وقت مع الطفل الأكبر.
- ينصح بأن تقوم الأم بإرضاع طفلها في مكان نومه؛ حتى لا تضطر إلى حمله من آن لآخر؛ لا سيما إذا علم الطفل أن بكاءه وصراخه هو سبب مجيء أمه إليه وحمله، ونحو ذلك مما يثير الغيرة عند الطفل الأكبر.
- الحذر من المقارنة بين الأطفال، ويجب استعمال أسلوب السواء في معاملة الأطفال، وعدم التفرقة في الحب والرعاية، وكذلك في العقاب عند ارتكاب الخطأ؛ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلَادِكُمْ) (متفق عليه).
وروى ابن أبي الدنيا بسنده عن الحسن قال: "بينما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحدِّث أصحابه إذ جاء صبيٌّ حتى انتهى إلى أبيه، في ناحية القوم، فمسح رأسه وأقعده على فخذه اليمنى، قال: فلبث قليلًا، فجاءت ابنة له حتى انتهَت إليه، فمسح رأسها وأقعدها في الأرض، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فهلَّا على فخذك الأخرى؟! فحملها على فخذه الأخرى، فقال -صلى الله عليه وسلم-: الآن عَدلتَ" (مرسل).
وكان سلفنا الصالح -رحمهم الله- يعدلون بين أولادهم حتى في القُبل؛ فعن إبراهيم النخعي -رحمه الله- قال: "كانوا يستحبُّون أن يعدل الرجل بين ولده حتى في الْقُبَل".
- تشجيع الطفل الأكبر على المشاركة في تحمل مسئولية أخيه الأصغر، وتعليمه ما يجب أن يقوم به.
- عادة ما سيستمتع الطفل الأكبر بذلك، وينصح أن يكون لكل طفل وقت مخصص.
- تقدير ذاته واحترامه، وعدم التقليل من شأنه، فإن ربه أعطاه حمية وأنفة من الذلة والقلة وسفاسف الأمور، ونفسًا كبيرة تسعى لمعالي الأمور.
وبذلك تكون غيرة محمودة، ونقيه شر الغيرة المذمومة، والله أعلم، وهو المسئول أن يرزقنا وإياكم الولد الصالح، وأن يعيننا على القيام بمسؤولية التوجيه والتربية خير قيام.