كتبه/ غريب أبو الحسن
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فنستكمل في هذا المقال وسائل إتعاس الزوجة لزوجها:
- أشركي أمك في كلِّ شئون بيتك، ولا تكتمي لزوجك حديثًا، وانقلي أخبار بيتك لحظة بلحظة لأمك أو أختك أو صديقتك، ثم استشيرهن في شئون بيتك وفي علاقتك بزوجك، وأكثري الشكوى والتبرم، واستمعي لتحريضهن على زوجك؛ خاصة إن كن خفيفات العقل، لا يُحْسِنَّ النصيحة!
- واعلمي أنك إذا كنتِ لم تنفطمي بعد مِن حضن أمك، وأنك تجعليها تدبر لك شئون بيتك، وأنها تتدخل، بل تقرر لك أدق التفاصيل أو أنك تجلسين عندها أكثر مما تجلسين في بيتك، وأنك لا زلت تعتبرين أن الأصل هو بيت أهلك ولم تنفصلي وتنتقلي بعالمك نحو بيت زوجك، وأنك لا تغادرين بيت أهلك حتى تسرعي العودة له؛ فأنا أعدك أن بيتك لن يعرف القرار، وأن زوجك ستتحول فرحته بالزواج لتعاسة، وأنا هنا لا أتحدث عمَّن تضطرها الظروف للمكث عند أهلها، ولكن أتحدث عمَّن توفرت لها أسباب البقاء في بيت زوجها، وأصرت أن تستبدله بكثرة المكث في بيت أهلها.
- أكثري الطلبات دون النظر لدخل زوجك؛ فكثرة الطلبات إن استطاع أن يلبي بعضها فسيشعر بالعجز عن الباقي، والشعور بالعجز من أسباب التعاسة، أو اذكري أمامه ما رأيته عند صديقاتك، وأظهري تشوفك له؛ فهذا من أسباب تعاسة زوجك كونه يراك ترغبين فيما لا يستطيع إحضاره، فمِن لحظات سعادة الزوج هي تلك اللحظات التي يعود فيها لبيته محملًا بما يسعد أهله، فإذا أشعرتيه أنه عاجز عن ذلك؛ فقد سقيتيه كأسًا ممتلئًا من التعاسة!
كيف تتعسين زوجك عند النقاش معه؟!
- احرصي عند الخلاف والنقاش أن تتبعي هذه الخطوات بالترتيب: لا تستمعي له ثم دافعي عن نفسك ثم تحصني خلف كلمات منحوتة، ثم هاجمي بضراوة ثم ازدريه، وإليك أختي المتزوجة التفاصيل:
- احرصي عند النقاش بعد الخلاف قدر الاستطاعة ألا تستمعي؛ لأن السماع هو نصف الحل عند الخلاف؛ لأنك لو استمعتِ له فستفهمين ماذا يغضبه؟ وما سبب غضبه؟ لذلك فلا تستمعي وشغبي على كلامه، واستمري في التشغيب حتى يتحول صوته لصراخ، ثم لاحقيه ولا تجعليه يكمل كلامه، فهذا طريق مضمون لأن تصبح الحبة قبة، وأن تتحول أبسط شرارة لحريق يلتهم السعادة.
- فإن أصر على أن يكمل نقاشه، وحاول دفع النقاش نحو الموضوعية؛ فبادري بالتترس والدفاع عن نفسك قبل أن تفهمي حتى كنه الموضوع، ومهما كانت طريقته هادئة، ومهما كان خطؤك واضحًا وضوح الشمس، ومهما حاول أن يظهر بمظهر المحب الناصح، فلا تنخدعي بهذه المظاهر، وانفي تمامًا أن يكون حدث منك خطأ؛ قولي له: لقد سألتُ كل زميلاتي وكلهن يصنعن مثلي، بل قلن لي: الله يكون في عونك على هذا الزوج!
اجعليه يشعر أن كلامه والهباء سواء، وأنكِ لم تهتز منكِ شعرة، وتذكري دائمًا: "أنت لم تخطئي أبدًا، ولن تخطئي"، واعلمي أنك لو اعترفتِ بخطئك؛ فهو أول طرق العلاج، ومِن ثَمَّ التفاهم مع زوجك؛ فإياكِ والاعتراف بالخطأ.
وللحديث بقية إن شاء الله.