كتبه/ غريب أبو الحسن
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقرار الارتباط والزواج من أخطر القرارات التي سيتخذها الإنسان في حياته، فهو قرار ينبني عليه نصيب كبير من سعادتك أو من تعاستك، فشريك حياتك هو ذلك الشخص الذي سوف يتشارك معك في كلِّ شيء؛ سيتشارك معك في بيتك وطعامك، في ليلك ونهارك، بل سيتشارك معك في أولادك فلذة كبدك؛ لذلك هو جنتك أو نارك، سعادتك أو عذابك.
يتحدث الكثير من الناصحين حول طرق إسعاد شريك الحياة؛ لأن إسعاد شريك الحياة من شأنه أن يسعد شريكه، وتعدد الناصحون وتعددت النصائح، ولكن دعونا في هذا المقال نتحدث عن شيء مغاير، دعونا نتحدث عن طرائق إتعاس شريك الحياة؛ جمعناها من خلافات واقعية، وصراعات زوجية تكررت أمامنا مرات ومرات، وكانت سببًا في بعض الأحيان للفراق والانفصال والطلاق.
إن ارتفاع نسب الطلاق دليل على وجود خلل كبير في فهم الأزواج لخصوصية هذه العلاقة، والغرض منها؛ فقد تحولت الكثير من الزيجات لصراعات داخل البيت ثم لصراعات في قاعات المحاكم!
لذا سأحدثكم في هذا المقال عن وسائل ناجعة لإتعاس شريك الحياة، ومِن ثَمَّ إتعاس نفسك؛ قد جُرِّبت من قبل وأثبتت نجاحها طالما أن نصائح السعادة الزوجية لم تؤتِ أكلها، وتفاقمت أزمات الطلاق.
وسأبدأ بكِ أختي المتزوجة...
فكيف تتعسين شريك حياتك؟
- اعلمي أختي المتزوجة: أن وسائل وطرق إتعاس شريك حياتك متنوعة ومتعددة ومبذولة، واعلمي أن للتعاسة مكامن وأزرارًا؛ يكفي أن تضغطي على أحدها، وأن تتابعي الضغط قليلًا من الوقت وسترين: كيف تنقلب حياة شريك حياتك لتعاسة!
- ابدئي يومك بترك زوجك ينزل لعمله دون إفطار واحذري أن يعتاد على وجبة الإفطار من يدك، فوجبة الإفطار من يدك في أول اليوم مِن أسباب سعادته، وأمارة على اهتمامك به، ونزوله للعمل وهو متناول وجبة الإفطار وتصحبه دعواتك حتى باب المنزل تسعده سائر يومه، فاحرصي على أن ينزل لعمله وأنت نائمة؛ فثقي تمامًا أنه عندما يسمع صديقه يبرر تأخره بأن زوجته أصرت على أن يتناول وجبة الإفطار قبل نزوله؛ أن تلك الكلمات تجعله يرثى لحاله وتحيطه التعاسة من كل ناحية، وإذا لامتك نفسك على شيء؛ فتذكري أن هناك مبررًا وعذرًا؛ فالأولاد يرهقونك سائر اليوم، ومِن حقك أن ترتاحي بعض الوقت؛ فهذه الحجة سوف تريح ضميرك!
- وعليكِ أيتها الزوجة أن تماطلي في طلبات زوجك؛ فينبغي أن تجعليه يندم على أن يطلب منك طلبًا مهما صغر، فتحججي بأي شيء من الممكن أن تتحججي به قبل أن تلبي طلبه؛ تحججي بأنك لم تصلي وقولي له: بعد الصلاة، وإن كنتِ صليتِ فقولي: بعد صلاة السُّنَّة، وإن كنت صليت السنة فبعد نشر الغسيل! المهم أن يكون هناك كلمة "بعد" يسمعها كثيرًا عندما يطلب منك شيئًا؛ اجعليه يجزم أن قيامه بالعمل أيسر بكثيرٍ مِن أن ينتظر أن تستجيبي له.
- يحب الرجل أن يرى في بيته ما يسعده، فيحب أن يرى بيته نظيفًا وألاده في أجمل ثياب، ويحب أن يري قبل ذلك كله وجهك مبتسمًا متفائلًا، فإذا رأى بيته تمر عليه الأيام دون ترتيب وأولاده بشعور شعثة، وملابس متسخة، ورأي تقطيب جبينك؛ فثقي تمامًا أن بقاءه في البيت يحتاج لصبر، وأن راحة باله تنتقل من بيته إلى خارجه؛ تنتقل لعمله أو صديقه، أو أي مكان يبتعد فيه عن البيت.
- والعناد طريق سهل يسير نحو التعاسة، فالزوجة العنيدة من أبعد الأشياء عن قلب الزوج مهما كانت محبته لها في بادئ الأمر، فالعناد يخصم بشكل مستمر من رصيد المحبة في قلب زوجك؛ لأن العناد رسالة مختصرة أنه لا خاطر لك عندي، والعناد في حقيقته نوع من الأنانية، وهو أسهل الوسائل لفقدان الحب بلا مقابل، وفي سبيل "اللا شيء".
- أيضًا "القمصات" سبيل ملغز من التعاسة؛ اجعليه دائمًا لا يتوقع متى تغضبين، ولا لماذا تغضبين؛ حيريه وكوني غامضة، فلا يدري متى بدأت المشكلة، ولا يدري كيف ينهيها، فلو عرف السبب بطل العجب، وأنت لا تريدين أن يبطل العجب! وكلما كان سبب "القمصات" تافهًا أو غير متوقع تسرب اليأس من العلاج لنفس زوجك، واليأس منزلق سريع نحو التعاسة.
- ولأن العفاف مطلب أساسي من الزواج، فتنغيصه سبب أساسي من أسباب التعاسة؛ فلا تتهيئي لزوجك! لا تحاولي أن تعرفي ما يعفه، وبالتالي لن تنشغلي بما يعفه؛ اجعليه دائمًا يشعر أنه ينقصه شيء، حتى لو كان هذا الشيء يسهل عليك أن تتعلميه وأن تلبيه، واجعلي عذرك جاهزًا، وردودك جاهزة، فالإرهاق من أعمال البيت، والجري خلف الأولاد للمذاكرة، ثم كونه لا يوفر لك مصروفًا خاصًّا للاهتمام بنفسك؛ كل تلك الأعذار ستدفع عنك أي إحساس بالتقصير.
وللحديث بقية إن شاء الله.