الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الخميس 28 فبراير 2019 - 23 جمادى الثانية 1440هـ

حول إعدام المدانين في قضية اغتيال النائب العام السابق "هشام بركات"

السؤال:

هذا الموقع (موقع صوت السلف) نرجع إليه ونثق فيه، ويطمئِن قلوبنا في مثل هذه المحن، وكنت أود لو كانت هناك أي رسالة أو بيان للمشايخ ولو مجرد عزاء في حادث إعدام الشباب، والتذكير بحرمة قتل النفس بغير حق، وعدم الظلم، وأن العنف لا يولِّد إلا العنف.

فلابد يكون هناك توازن في عرض الأحداث، والبلاد تغلي الآن، وأظن هذا مِن فقه الدعوة، وحتى نريح قلوب كثير مِن الشباب الذين يثقون فينا، خصوصًا وأنه يتم صدور بيانات على الموقع في كثيرٍ مِن الحوادث.

أتمنى ان يرد أحدٌ عليَّ، ولا يتم تجاهل رسالتي.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فنحن لم نكن قضاة في هذه القضايا، ولا نيابة، ولا محققين، ولا حتى محامين، ولم نطلع على شيءٍ مِن ذلك، ولا نعلم: هل هؤلاء ظالمون أم مظلومون حتى يكون لنا موقف؟!

وأنتَ -وغيرك- لم تطلب منا موقفًا في عشراتٍ ممَن تم إعدامهم بعد محاكمتهم العام الماضي، بل وما قبله في قضايا مختلفة، ولا شك أن فيهم ظالمين وفيهم مظلومين، ومع ذلك لم تطلب منا بيانًا، ولا رسالة، ولا تعزية، وهؤلاء مسلمون مهما بعد بلغتْ جرائمهم التي عُوقبوا عليها، مع أن المحاكم هي نفس المحاكم، والنيابة هي نفس النيابة؛ فهلَّا أنصفتَ مِن نفسك، وقلتَ: إن الضغط الإعلامي الإخواني هو الذي جعلك تطلب منا موقفًا؟!

فهذه فتنة وقانا الله مِن سفك الدماء فيها؛ فلا نخوض فيها بألسنتنا.

ونحن نبرأ إلى الله مِن كلِّ دمٍ معصومٍ سُفك بغير حق، وهو -عز وجل- أعلم بذلك، ويفصِل فيه يوم القيامة، ونحن قد سبق منا مرات، النهي عن سفك الدماء بغير حق، ومباشرة ذلك، والأمر به، والتسبب فيه، والرضا به؛ فهل يلزم إصدار بيان كل حين؟!

وأما البيانات التي تصدر عند الحوادث الإرهابية فلابد منها؛ لأن كلَّ ملتحٍ هو في الإعلام متهم فيها "بل في العالم كله"؛ خاصة أنهم ينتسبون إلى السلفية وهي منها براء، وإلى الجهاد وهو منهم براء، فأفعالهم تحسب علينا ظلمًا وعدوانًا؛ فلزم التبرؤ منها.