الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
السبت 07 مايو 2016 - 30 رجب 1437هـ

مسائل في الجهاد

السؤال:

1- هل توجد مواطن يجب فيها على المجاهد أن يستسلم للعدو، ويحرم عليه فيها الدفع إن قُصد بنفسه؟

2- هل يجوز التمثيل برسل الكفار إذا ترجحت المصلحة في ذلك كما فعل مثلاً قطز مع رسل التتار عندما دار بهم في البلاد ثم قتلهم وعلق رءوسهم حتى تسقط هيبة التتار من قلوب الناس؟

3- هل البغاة يعاملون كالشهداء في الأحكام الفقهية أو في أحكام الآخرة؟

4- هل يجوز لامرأة قصدت من الكفار، وهي تعلم من حالهم أنهم سيوقعون بها الفاحشة ثم يقتلونها فهل يجوز لها أن تنتحر؟ وإن لم يجز فماذا تصنع؟

5- هل النصيريون كفار أصليون أم مرتدون؟ وما حكم النساء اللاتي يأسرهن المجاهدون في سوريا منهن؟ هل لهن حكم الإماء والسبايا؟

6- بلاد الكفار المحتلين لبلاد الإسلام هل عند دخلوها بعقد أمان يجب الالتزام بما في العقد أم أنهم لا سلطان لهم على تلك البلاد؛ لأنهم غاصبون فلا يجب الالتزام بشروط عقد الأمان؟

7- سمعت من بعض أهل العلم الثقات أن النصارى أسوأ مِن اليهود وأنهم أكفر منهم في اعتقاداتهم وأقوالهم... لكن أليس هذا القول يتعارض مع قول الله عن اليهود: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) (المائدة:82)، فالآية تدل على أن اليهود أكثر صدًّا عن الإسلام، وأكثر عداوة للمسلمين، وبالتالي ستكون سيئاتهم أكثر وعقابهم أكثر عند الله من النصارى فيكونون هم الأسوأ... أليس كذلك؟

وبارك الله فيكم، ونفعنا بعلمك ونصحك، ولا حرمنا الله منك أبدًا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1- فالعدو الكافر لا يَلزم الاستسلام له؛ إلا إذا غلب على ظنه أنه لا يُقتَل إذا استسلم، وعلم أنه إذا قاتل قُتِل بلا إحداث نكاية.

2- لا يجوز قتلهم أصلاً فضلاً عن التمثيل بهم؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَمَا وَاللَّهِ لَوْلا أَنَّ الرُّسُلَ لا تُقْتَلُ لَضَرَبْتُ أَعْنَاقَكُمَا) (رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني)، وهذا في المرتدين؛ فكيف بالكفار الأصليين؟!

3- البغاة ليسوا كالشهداء في أحكام الدنيا، وفي الآخرة هم بيْن فاسق لعلمه بحرمة البغي، وبين عدل غير فاسق لتأوله على أنه على الحق، وأما الشهيد منهم فمَن قُتل منصرفًا مِن القتال مظلومًا: كطلحة والزبير -رضي الله عنهما-.

4- لا يجوز لها الانتحار بحال، بل تقاوم ثم تصبر، وهي مأجورة.

5- الراجح أن النصيريين مرتدون، وأن المرتدة لا تُسبَى.

6- يلزم الوفاء بالعقد لمن دخل دارهم بأمان؛ لأنه لم يدخلها عنوة، ولم يدخلها إلا بذلك العقد، وهو شخصي بالنسبة له ولأمثاله، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) (المائدة:1).

7- تكملة الكلام المنقول أنه رغم أن كفر اليهود مِن جهة الاعتقاد أهون لعدم تعلقه بالاعتقاد في ذات الله -تعالى-: كالتثليث؛ إلا أن بغض قلوبهم وحسدهم جعلهم أشد الناس عداوة من جانب عمل القلب وليس قول القلب، ثم إن النصارى قد دخلوا في قوله -تعالى-: (وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا)؛ لقولهم: "إن الله هو المسيح ابن مريم!"، ولقولهم: "إنه ثلاثة أقانيم!".