الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الإثنين 21 مارس 2011 - 16 ربيع الثاني 1432هـ

الفرق بين البدع والوسائل

السؤال:

عندنا مجموعة من طالبي العلم السلفيين.. بمخالفتهم وتبدعيهم، وبالخصوص علماء الإسكندرية ويبحث في الكتب؛ لإيجاد الشبهات، ومن هذه الكتب: "أوقف الشمس"، والجدول الموجود في آخر الكتاب، فيقولون: إنه بدعة وليس من السلفية في شيء؟ أرجو الرد وما المصادر التي يمكن الاستعانة بها؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فالبدعة في إلزام الناس بأمر لم يرد، وأما أنه يوضع جدول يرشد كل شخص في نفسه للواجبات والمستحبات اليومية فهو من جنس عمل اليوم والليلة الذي ألف فيه جماعات من العلماء، والدليل على ذلك كل الأحاديث الموظفة في الصباح والمساء.

وحديث: (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ صَائِمًا؟). قَالَ أَبُو بَكْرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: أَنَا. قَالَ: (فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ جَنَازَةً؟). قَالَ أَبُو بَكْرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: أَنَا. قَالَ: (فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مِسْكِينًا؟). قَالَ أَبُو بَكْرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: أَنَا. قَالَ: (فَمَنْ عَادَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مَرِيضًا؟). قَالَ أَبُو بَكْرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: أَنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلا دَخَلَ الْجَنَّةَ) (رواه مسلم)، فهو يدل على مشروعية أن يتابع الكبير أتباعه أحيانًا في بعض الطاعات، وبالأولى أن يتابع الإنسان نفسه؛ فليس هذا من البدع.

وطالبهم أنت بالدليل على بدعية مثل ذلك؛ فليس لكل جاهل أن يدعي عن شيء أنه بدعة، ثم يطالبنا نحن بالدليل على عدم البدعية.