الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الإثنين 25 سبتمبر 2006 - 2 رمضان 1427هـ

أوقف الشمس(2)صلاة الفجر

كتبه/ مصطفى دياب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فيا أخي الحبيب،

يا فتى الإسلام،

ها قد عدنا -بحمد الله- لنلتقي معًا في اللبنة الثانية في البناء -بناء شخصيتك-، هل تعرف ما هي؟ 

سل نفسك: هل أنت ملتزم حقًّا...؟!

إذن هل تصلي الفجر في المسجد كل يوم في جماعة....؟

اعلم -يا أخي- أن المحافظة على "صلاة الفجر" في جماعة لها أهمية خاصة، فعن أبي موسى -رضى الله عنه- أن رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (مَنْ صَلَّى الْبَرْدَيْنِ دَخَلَ الْجَنَّةَ) (متفق عليه)، ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا) يَعْنِى: الْفَجْرَ وَالْعَصْرَ (رواه مسلم).

وقال -أيضًا-: (مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ، فَلاَ يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيء فَيُدْرِكَهُ؛ فَيَكُبَّهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ) (رواه مسلم).  

فانظر يا ابن آدم لا يطلبنك الله من ذمته بشيء، وفي هذا الحديث وعيد لمن آذى المؤمن الذي يصلي الفجر؛ لأنه انتهك حرمة من هو في جوار الله وحمايته.

وورد أن الحجاج أمر سالم بن عبد الله بقتل رجل، فقال له سالم: "أصليت الصبح؟ قال الرجل: نعم.. ! قال: فانطلق، فقال له الحجاج: ما منعك من قتله..؟! فقال سالم: حدثني أبي أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: )مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهو فِي جِوَارِ اللَّهِ يَوْمَهُ) فكرهت أن أقتل رجلاً قد أجاره الله" (رواه الطبراني في "الكبير"، وقال الألباني: صحيح لغيره).

وقد بين النبي -صلى الله عليه وسلم- أن أثقل صلاة على المنافقين الفجر والعشاء (وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا؛ لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا) (متفق عليه).

وقال -صلى الله عليه وسلم-: (يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ ثَلاَثَ عُقَدٍ إِذَا نَامَ، بِكُلِّ عُقْدَةٍ يَضْرِبُ: عَلَيْكَ لَيْلاً طَوِيلاً، فَإِذَا اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ؛ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِذَا تَوَضَّأَ؛ انْحَلَّتْ عُقْدَتَانِ، فَإِذَا صَلَّى؛ انْحَلَّتِ الْعُقَدُ فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلاَّ أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ) (رواه مسلم).

فالشيطان يسعى حثيثًا؛ ليثبط المؤمن عن فعل الخير، ولكن ذكر الله وعبادته تورث النشاط في النفس، وانشراح الصدر، وتطرد الكسل والخمول وتذهب الكرب والمقت.

ومن الأسباب المعينة على صلاة الفجر:

1- المحافظة على الطاعة أثناء النهار.

2- أذكار النوم، والنوم على وضوء.

3- الاجتهاد في الدعاء.

4- النوم مبكرًا.

5- استحضار النية للاستيقاظ لصلاة الفجر.

6- التعاون مع إخوانك في إيقاظ بعضكم بعضًا واستخدام الوسائل المتاحة للاستيقاظ.

7- إذا استيقظت فقم فورًا من الفراش.

8- استحضار العناية الإلهية والأجر العظيم في إدراك الصلاة.

ولحديثنا -بقية بإذن الله-...