الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأربعاء 03 سبتمبر 2025 - 11 ربيع الأول 1447هـ

العمل الدعوي بين لحظة الصدمة وقرار النهوض

كتبه/ محمد صادق

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فبعد أي أزمةٍ كبيرة -سواء كانت سياسية، أو مجتمعية، أو حتى داخلية في الصف- يمر الصف الدعوي بلحظة فراغ خطيرة؛ هذه اللحظة هي الفاصل بين أن ينكمش الصف وينطفئ، أو أن ينهض ويتجدد.

الصدمة قد تُربك الحركة، لكن القرار السريع بالتحرك هو الذي يمنع الانهيار ويحافظ على حرارة الرسالة.

لماذا هذه الفترة حرجة جدًّا؟

- لأن العاطفة ما زالت متأججة: الحزن أو الغضب يمكن استثماره في العمل، أو تركه يتحول إلى شلل.

- لأن الفراغ يولِّد الإحباط: إذا لم يشغل الصف نفسه بعملٍ إيجابي، ستملأ العقول والقلوب بالشائعات والنقاشات العقيمة.

- لأن الجمهور يراقب رد فعلنا: الناس تتأثر بسرعة، فإذا رأونا ثابتين، استمدوا منا القوة.

أولويات العمل الدعوي بعد الأزمة مباشرة:

الرسائل التثبيتية:

- إصدار كلماتٍ وخطاباتٍ داخلية وخارجية تذكِّر بالثبات والصبر.

- استخدام لغةٍ هادئة، وإشاراتٍ شرعية تربط الصف بالله لا بالأحداث.

المراجعة السريعة:

- جلسات قيادية سريعة لتحليل الموقف وتحديد النقاط العاجلة للإصلاح.

- عدم التسرع في إصدار أحكامٍ أو اتهامات.

المبادرات الميدانية:

- زيارات، لقاءات، أنشطة مجتمعية صغيرة، لكن متكررة.

- الهدف: منع العزلة، وكسر الجمود.

إعادة تشغيل البرامج التربوية:

- تكثيف مجالس القرآن والذكر والدروس التربوية.

- إعادة شحن القلوب قبل العقول.

خطوات عملية للأسبوع الأول بعد الأزمة:

- اليوم الأول: كلمة توجيهية جامعة، تهدئ النفوس وتربطها بالله.

- اليوم الثاني والثالث: لقاءات تواصل مع أفراد الصف، سماع همومهم.

- اليوم الرابع والخامس: إطلاق مبادرةٍ صغيرة، حتى يشعر الجميع أنهم يعملون.

- اليوم السادس: جلسة تقييم سريعة للمبادرة الأولى.

- اليوم السابع: مجلس إيماني جامع لإعادة المعنويات إلى أعلى مستوى.

ختامًا:

لحظة الصدمة ليست وقت الانسحاب، بل هي ساعة العمل المضاعف.

وإذا أردنا أن نحافظ على صفنا؛ فعلينا أن نكون أسرع من الأزمة في التحرك، وأسبق من الإحباط في غرس الأمل.

وتذكَّر:

في الأزمات، القيادة ليست في الكلام فقط، بل في سرعة الفعل.