كتبه/ محمد صادق
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فاعلم -أخي المسلم- أن الاحتفال بمولد خير البرية رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-، ليس أن نعلِّق الزينة ليوم، أو نرفع الأعلام لساعات، ثم نطوي صفحة الذكر حتى العام القادم!
إن الاحتفال الحقيقي به -صلى الله عليه وسلم- ليس يومًا، بل حياة.
الاحتفال الحق به -صلى الله عليه وسلم-: أن نفتح له في القلب مقامًا لا يُزاحَم، وأن نجعل رسالته نبض حياتنا، وأن نحيا به ومعه وإليه.
الاحتفال الحق به -صلى الله عليه وسلم-: أن نؤمن به -كما أمر الله- إيمانًا يملأ القلب يقينًا، ويضيء البصيرة نورًا.
الاحتفال الحق به -صلى الله عليه وسلم-: أن نحبه بعد الله أكثر من أنفسنا وأهلينا، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) (رواه البخاري).
الاحتفال الحق به -صلى الله عليه وسلم-: أن نطيعه في العسر واليسر، في السرِّ والعلن، في المنشط والمكره، وأن نستجيب لأمره، ونجتنب نواهيه، ونقف عند حدوده.
اتباعٌ وخُلُق:
الاحتفال الحق به -صلى الله عليه وسلم-: أن نعيش على سنته، ونستضيء بهديه، ونقيس خطواتنا على خطاه.
الاحتفال الحق به -صلى الله عليه وسلم-: أن نتخلق بأخلاقه في الصدق والأمانة، وفي الحِلْم والرحمة، وفي القوة للحق، واللين مع الخلق.
دعوة وثبات:
الاحتفال الحق به -صلى الله عليه وسلم-: أن نكون دعاةً كما كان، باللسان والقدوة، بالكلمة والعمل، بالدعاء والدمعة، بالثبات على المبدأ حتى آخر الأنفاس.
فجرٌ أشرق على الإنسانية:
إن مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يكن حدثًا عابرًا في تاريخ البشرية، بل كان فجرًا جديدًا أشرق على الإنسانية، وميلادًا لرحمة واسعة، وهداية باقية إلى يوم الدِّين.
فالاحتفال الحق بمولده ليس مناسبة زمنية، بل هو عهد متجدد؛ أن نكون جنودًا لرسالته، أمناء على ميراثه، شهداء بالحق بين الناس.
العهد الأخير:
فلنحتفل به -صلى الله عليه وسلم- بأن نحيا كما أراد، ونسير حيث سار، ونقف حيث وقف، ونحمل ما حمل، ونبلغ ما بلَّغ، حتى نلقاه على الحوض فنشرب من يده الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبدًا.