الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الإثنين 21 مارس 2022 - 18 شعبان 1443هـ

حول قوله -تعالى-: (‌وَلَا ‌تَرْكَنُوا ‌إِلَى ‌الَّذِينَ ‌ظَلَمُوا ‌فَتَمَسَّكُمُ ‌النَّارُ)

السؤال:

1- كيف نجمع بين قوله -تعالى-: (‌وَلَا ‌تَرْكَنُوا ‌إِلَى ‌الَّذِينَ ‌ظَلَمُوا ‌فَتَمَسَّكُمُ ‌النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ) (هود:113)، وبين الأحاديث الكثيرة التي تأمرنا أن نسمع ونطيع للحكام وإن كانوا ظلمة فسقة، وضربوا ظهورنا وأخذوا وأموالنا؟ أليس هناك معارضة بين هذه الآية والأحاديث؟

2- كيف هناك أمر بالصبر على الفسق والظلم من الحكام الذين يضربون ظهورنا ويأخذون أموالنا، وهذا إعانة لهم على المنكر؟ وشكرًا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فالركون هو: الرضا والمتابعة، فمَن أنكر فقد سلم، ومَن كَرِه فقد برئ، والصبر على جَوْر الأئمة لا يلزم منه الرضا ولا المتابعة، بل ينكر منكراتهم إن أمكنه باليد أو اللسان أو القلب، ولا يطيعهم في الظلم والعدوان، ولا يساعد على ذلك، ولا يرضى به، ولكن لا بد في التغيير من مراعاة المصالح والمفاسد.

أما الصبر فليس فيه إعانة لهم على المنكر، ولو قدر على التغيير دون مفسدة غيَّره؛ فكيف يكون معينًا عليه؟!

أما إذا حدثت مفسدة أكبر من المنكر نفسه؛ فهذا يَتْرَك التغيير بالوسيلة التي تحدث منها مفسدة، وينتقل إلى ما دونها حتى يصل إلى التغيير بالقلب، وهذا ليس براضٍ ولا متابعٍ.