الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الإثنين 07 يناير 2008 - 28 ذو الحجة 1428هـ

ما الفرق بيْن الإحسان والبر؟

السؤال:

ما هو الفرق بين الإحسان والبر؟ لأنه في قول الله -تعالى-: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة:8)، قد أشار الله -سبحانه وتعالى- إلى أن نقسط للكفار المعاهدين، بينما في قوله -تعالى-: (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) (الإسراء:23)، أخبرنا الله أن نحسن إلى الوالدين، يعني مثلاً لو قابلت والدي وكافرًا معاهدًا في الدرج وتعثرا الاثنين في الدرج فأيهما أنجد؟ على حسب الآيات السابقة أمسك بالكافر المعاهد وأترك والدي؛ لأن الإحسان للوالد، والبر للكافر المعاهد الذي لم يخرجني مِن دياري، أليس هذا صحيحًا؟ هذا ما يحيرني وجزاكم الله خير الجزاء، وبارك الله في علمكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فتنجد أباك بلا شك، أما القسط فهو العدل، والإحسان أبلغ مِن البر، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لمن سأله عمن أحق الناس بحق الصحبة: (أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أَبُوكَ، ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ) (رواه مسلم)، فلا شك أنه يقدم بر الوالدين والإحسان إليهما على بر المعاهدين، وليس لمجرد لفظ البر أو الإحسان، فالإحسان للوالدين يسمى برًّا؛ قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لمن سأله مَن أبر؟ قال: (أُمَّكَ) قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: (أُمَّكَ) قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: (أُمَّكَ) قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: (أَبَاكَ ثُمَّ الأَقْرَبَ فَالأَقْرَبَ) (رواه أبو داود والترمذي، وحسنه الألباني).