الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأربعاء 10 أبريل 2019 - 5 شعبان 1440هـ

(اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ)

كتبه/ حسني المصري

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فنجاح الدعوة واستمرارها واستمداد قوتها مِن هذين الأمرين:

- موافقة المنهج الرباني.

- والهدي النبوي دون طلب للأجر الدنيوي.

ويختلف الأجر باختلاف الأشخاص والظروف، فقد لا يكون مالًا فقط؛ فلربما كان صيتًا أو منصبًا أو مكانة أو غير ذلك، وكل هذا يصبح كأنه نبتة هائجة في طولها وسمكها، غير أن جذورها سطحية، سرعان ما لا تستقر في مواجهة الرياح!

وأما دعوة الحق: بدعوة الخلق إلى منهج الحق، دون النظر للدنيا، فإنها وإن بدت قليلة أو ضعيفة إلا أن جذورها ممتدة في الأرض يصعب اقتلاعها ولو جاءتها كل عاصفة.

والمؤمن لا ينظر إلى الحال المشاهد، وإنما ينظر لما يحمله، فإن وافق شروط المنهج فهو على الطريق؛ وإلا فلا يغتر المغترون بانتفاشهم، فلن يصمد في وجه العاصفة إلا مَن كانت جذوره ممتدة في عمق الأرض.