كتبه/ مصطفى دياب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
5- ابحث عن النموذج الإيجابي للصداقة: انظر للقدوة؛ سواء الأب أو المعلم الصالح أو الشيخ بمسجدك أو المربي الذي ترتاح له، واستفد منهم كيف يتعاملون مع أصدقائهم والمجتمع، وتستفيد كذلك مِن طريقتهم وسلوكياتهم الحسنة.
6- كن واثقًا مِن نفسك واحمل مفهوم ذات إيجابي عن نفسك: فلابد أن تكوِّن عن نفسك صورة إيجابية تعزز ثقتك في نفسك وتقوي مِن شخصيتك، وترفض التبعية لأصدقاء السوء، وتؤكد لنفسك أنك تستطيع أن ترفض الخطأ مِن أي أحدٍ، وتستطيع أن تقول: (لا) لأي صديق يدعوك إلى معصية الله أو سلوك شاذ.
7- وسع دائرة الصداقة لتصبح عائلية: بأن تجعل عائلتك تتعرف على أصدقائك فتحدثهم عن أصدقائك، فيرشدونك إلى مَن يصلح أن تصاحبه ومَن لا يصلح، فهم أكثر خبرة منك، وقد يحذرونك مِن أشياء ألا تلتفت إليها، وذلك كله لا يطعن في شخصيتك واستقلالك الذاتي.
8- لا تكن إمعة: إن الأصدقاء يقلِّدون بعضهم في كل شيء غالبًا، في حسن الأخلاق وسيئها، وحسن التصرفات والسلوكيات وسيئها، فلا تقلد أصدقاءك في كل شيء بدون تفكير، وتجعل عقلك في إجازة، بل أنت صاحب شخصية؛ ففكر واصنع الصواب مهما خالف رأي الأصدقاء.
قف مع نفسك لتميز الصحيح مِن الخطأ، ولا تكن تابعًا بلا ضوابط حتى في الأمور الاعتيادية مثل اللبس والأكل، فإنك لو قلدت أصدقاءك في كل الأمور فإنك حتمًا ستقلدهم فيما هو خطأ، فاجعل لنفسك شخصية مستقلة -كما ذكرتُ-.
9- افتح جسور الحب والثقة والتقدير بينك وبيْن والدك ومعلمك: فأنتَ قد كبرت وأصبحت رجلًا، فاتباع الصديق السيئ يكون غالبًا نابعًا مِن فقدان الثقة وقلة الحب مِن الأهل والمعلم أو المربي، ولكن هم مَن سيوجهونك للخير ويحرصون عليك وعلى صلاح حالك.
إن معاملتك مع أهلك ومعلمك ومربيك سيكسبك ثقة في نفسك ويكسبك الحب الذي تحتاجه، وتشعر عندها أنك محترم مِن الناس حولك.
10- افتح النقاش مع والدك ومعلمك وشيخك، واستمع لنصائحهم جيدًا، لقد بلغت مبلغ الرجال فاستمع، واطلب منهم الرأي إذا واجهتك أي مشكلة مع أصدقائك أو احتجت لنصيحةٍ في موقفٍ ما، وتحمل كدر النقاش، فقد ينفعل والدك -مثلًا- عليك في مرة؛ فتحمل ذلك واستفد مِن نصائحه فهو يريد لك الخير، واعلم أن استمرار الحوار معه وتوطيد علاقتك خير مِن الانزعاج لمجرد موقفٍ ما (الْوَالِدُ أوْسَطُ أبْوابِ الْجَنَّةِ) (رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني)، فلا تضيع فرصة وجودك بيْن أبوين، وأحيانًا يكون عدم وجود الأب أفضل مِن وجوده، ولكن ليس كل الآباء كذلك، فالغالبية العظمى جيدون.
11- امنع سيطرة أي صديق عليك: فالتعامل بيْن الأصدقاء ينبغي أن يكون مدعومًا بالحب والتقدير والثقة، وتبادل الآراء والحوار والمناقشة، لا بالتحكم والسيطرة وفرض الآراء.
وهنا يجب أن تفرِّق بيْن معلمك عندما يأمرك ويدلك على الخير وبيْن سيطرة أصحابك، فمعلمك يريد لك الخير ويحثك عليه، وينقل لك خبراته، ولا يريد مجرد أن يسيطر عليك ويتحكم فيك، بل يريد نصحك وإرشادك والأخذ بيدك للخير؛ ولذا ينبغي طاعة أمره والسماع لنصحه.
أخي الحبيب... الصاحب ساحب فاختر مَن تصاحب، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّمَا مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ، وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ، كَحَامِلِ الْمِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ: إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ: إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً) (متفق عليه).
وصلِّ اللهم على محمدٍ، وعلى آله وصحبه وسلم.