الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الثلاثاء 12 يونيو 2007 - 26 جمادى الأولى 1428هـ

الطلاق من الزوج لأنه لا يصلي

السؤال:

لدي سؤال فقهي خاص بحالة زواج إحدى قريباتي:

قريبتي هذه متزوجة منذ 10 سنوات، ولديها ابنة ذات 9 سنوات وابن عنده 5 سنوات.

ولقد تزوجت قريبتي هذه ولم يكن في بال أحد من العائلة لا التزام أو صلاة أو صيام إلا الحالة العادية مثل أي أسرة غافلة تصلي الفروض بالعافية، وتصوم رمضان فقط، ولكن قريبتي هذه كانت أكثرهم تديناً وصلاةً وصياماً وقراءةً للقرآن في أحلك ظروف هذه الأسرة، فقد كانت الأسرة بأكملها تشاهد الفوازير في رمضان، بينما تختلي هي لتقرأ القرآن في غرفتها.

تقدم بها السن وتزوجت رجل أصغر منها بـ 7 سنوات فهي صاحبة الشقة والمال وكان هو لا يزال متخرجاً من الجامعة وقد بدأ حياته العملية بالكاد.

لم يكن زوجها هذا يصلي إلاّ صلاة الجمعة فقط وقد وافقت قريبتي هذه على الزيجة على أساس أنه سوف يُهدى بعد ذلك.

وقد زادها الله التزاماً خلال هذه السنين، وزاد هذا الرجل من بعده عن الله وأصبح يشاهد القنوات الإباحية بعض الأحيان، ويظل يشاهد الأفلام والأغاني طوال الليل في رمضان وهي تقوم الليل فحدثت بينهما فجوة كبيرة.

حاولت قريبتي هذه أن تصلح من أمره بكل الطرق الهادئة فهي تتمتع بشخصية هادئة إلى حد أن الجميع يصفونها بالسلبية.

حاولت في بادئ الأمر عن طريق الكلام، ثم عن طريق الدعاء، ثم عن طريق الخصام، ثم عن طريق التحبيب وبذل المال وتعددت الطرق وزادت الفجوة وأصبح زوجاً أكثر مادية ولم تكن هي بالتالي زوجةً صالحةً له 100% وأصبحت تكرهه وتكره حياتها معه وتعتقد أن حياتها مع غيره أصلح لها ولأبنائها وأنها بهذه الطريقة ستكون قد أرضت ربها خاصةً أنها تشك في مسألة أن زوجها لا يصلي معظم الوقت، وهل بهذه الطريقة تصبح زيجتها باطلة أو بها نوع من الحرمانية؟ وهل يقضي الشرع بتطليقها في هذه الحالة؟

وما هو الموقف في مثل هذه الحالة مع اعتبار أنها أصبحت لا تطيقه من كل النواحي الزوجية والعشرة والصحبة وأنتم تفهمون قصدي بالطبع؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

إذا كان الزوج يجحد وجوب الصلاة، فالزواج باطل إجماعاً لكفره، وإنما إذا كان يتكاسل عن الصلاة مع الإقرار بوجوبها، فالصحيح أن الزواج صحيح، لكن من حقها أن تطلق منه مع الفساد الآخر المذكور، فإن أرادت أن تُطَلَّق لبغضها له لهذه الأسباب فهذا حقها، وأنا أنصحها بمفارقته.