هل يَترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خشية الرياء؟!
السؤال:
1- وقع بعض الأفاضل الذي يكتب مشاركات على النت يتابعها الكثير مِن الشباب في أخطاءٍ ظاهرة، وأريد أن أنبهه على أخطائه مِن باب إنكار المنكر، ولكن أشعر بنية الرياء في ذلك مِن أنني أريد إظهار علمي له بما جهله هو، وبالتالي فأنا أمتنع مِن إسداء النصح له لعدم شعوري بالإخلاص، فهل عليَّ إثم إذا تركتُ إنكار أخطائه وعدم تصويبها له؛ بسبب أنني لا أستطيع إصلاح نيتي، ولا أتمكن مِن الجمع بيْن الإخلاص وبيْن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
2- ما الجمع بين حديث: (مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ) (رواه مسلم)، حيث إن الحديث يدل على الترتيب؛ فكيف نجمع بيْنه وبيْن أن السُّنة تغيير المنكر بالرفق واللين أولاً قبْل القوة؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
1- بل جاهد نيتك لله -سبحانه-، وصحِّح الخطأ بأسلوبٍ علمي رقيق رفيق، ويمكنك ألا تسجله باسمك كي يكون أبعد لك عن الرياء.
2- هذا الترتيب في الحديث هو في مراتب الإنكار لا فيما يُبدأ به، نعني أنه لا بد وأن يزيل المنكر "في النهاية" باليد أو باللسان، فإن لم يستطع فبالقلب، أما فيما يبدأ به؛ فمأخوذ مِن أحاديث أخرى، مثل حديث الرجل الذي بال في المسجد فبدأ النبي -صلى الله عليه وسلم- بالتعليم والنصح، وفي معاوية بن الحكم السلمي لما تكلم في الصلاة؛ فبدأ النبي -صلى الله عليه وسلم- بالتعليم والنصح دون الزجر، ودون العقوبة، وربما استعمل الزجر لسبق النهي منه -صلى الله عليه وسلم- كما في حديث: عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أنه قال: رَأَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَيَّ ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ، فَقَالَ: (أَأُمُّكَ أَمَرَتْكَ بِهَذَا؟) قُلْتُ: أَغْسِلُهُمَا، قَالَ: (بَلْ أَحْرِقْهُمَا) (رواه مسلم).