الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الثلاثاء 28 مارس 2017 - 29 جمادى الثانية 1438هـ

هل يكتفي بصلاته على النبي -صلى الله عليه وسلم- عن دعائه لله -عز وجل-؟!

السؤال:

في الحديث عن أُبي بن كعب -رضي الله عنه- قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا اللَّهَ اذْكُرُوا اللَّهَ جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ جَاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ جَاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ)، قَالَ أُبَيٌّ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاتِي؟ فَقَالَ: (مَا شِئْتَ). قَالَ: قُلْتُ: الرُّبُعَ، قَالَ: (مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ)، قُلْتُ: النِّصْفَ، قَالَ: (مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ)، قَالَ: قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ، قَالَ: (مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ)، قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلاتِي كُلَّهَا، قَالَ: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ) (رواه أحمد والترمذي، وحسنه الألباني). فهل معنى هذا الحديث أن الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- تكون في كل الأوقات، أي ينقطع العبد تمامًا عن السؤال والدعاء لله في أي شيء، وكذلك المناجاة والشكوى لله؛ لكي يحقق الحديث، وينال هذا الثواب العظيم؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فليس معنى الحديث ذلك، بل معناه -والله أعلم- أن دعاءه لمن يحبهم مِن الناس لو قصره على النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ غفر الله له ذنبه، وكفاه همه، ولا يستغني الإنسان عن سؤاله ربه، ودعائه حاجاته كلها؛ الدنيوية والأخروية.