الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأربعاء 08 فبراير 2017 - 11 جمادى الأولى 1438هـ

هل ما أقره النبي -صلى الله عليه وسلم- مِن أقوال الصحابة تُنسب إليه كقوله؟

السؤال:

في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً) (رواه البخاري)، وقال: (نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا شَيْئًا فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَ، فَرُبَّ مُبَلِّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ) (رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني)، فهل يتعارض مع ذلك نسبة الأحاديث التي أقرها النبي -صلى الله عليه وسلم- وجاءت على لسان غيره، أن ننسبها إليه هو -صلى الله عليه وسلم-، مثل حديث سلمان الفارسي -رضي الله عنه- أنه قال لأبي الدرداء -رضي الله عنه-: "إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا؛ فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ"، فَأَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (صَدَقَ سَلْمَانُ) (رواه البخاري)، فهل بناءً على ذلك يجوز أن نقول ابتداءً: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا" على أساس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صدَّق سلمان -رضي الله عنه- فيما قال؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فيجوز أن يُقال ذلك، كما أنه قد ثبت في الحديث الصحيح مرفوعًا مِن حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما-، فعنه -رضي الله عنه- قال: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (يَا عَبْدَ اللَّهِ، أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ، وَتَقُومُ اللَّيْلَ؟)، فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: (فَلاَ تَفْعَلْ صُمْ وَأَفْطِرْ، وَقُمْ وَنَمْ، فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا... ) (متفق عليه).