الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الثلاثاء 01 نوفمبر 2016 - 1 صفر 1438هـ

حول حديث: (لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا، وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ)

السؤال:

1- ما الموقف من العصاة المقصرين الذين خيرهم أكثر مِن شرهم، ويصلون ويصومون ويفعلون الخير، لكنهم يستمعون الموسيقى والمعازف، فهل نهجرهم أم نستمر على دعوتهم ومخالطتهم، وكيف نجمع بين ذلك وبين حديث: (لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا، وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ) (رواه أبو داود والترمذي، وحسنه الألباني)؟ فإن هذا الحديث معناه عدم مصاحبه هؤلاء ولا الأكل معهم؟

2- وبالنسبة لنفس الحديث: (لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا، وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ)، فماذا نفعل مع الأهل الفسقة وغير الملتزمين، والأكل معهم لا بد منه؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

بل نستمر على دعوتهم ومخالطتهم، ونصبر على ذلك، والمقصود في الحديث النهي عن الصحبة مع وجود المنكر، وعدم الإنكار حال الجلوس معهم والصحبة لهم، أما مع الأمر والنهي؛ فليس داخلاً في النهي، قال الله -تعالى-: (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (الأنعام:68)، فإذا كان الجلوس مع الكفار الخائضين في آيات الله محرمًا حال خوضهم في آيات الله فقط وإذا خاضوا في حديث غيره جاز الجلوس معهم؛ فالمسلمون الذين خيرهم أكثر مِن شرهم أولى.